مرآة عصرنا - إبراهيم العريض

أنتَ مرآةُ عصرنا يا ابنَ عيسى
بكَ في العصر نحن أهنأُ قَوْما
إن رثى النيّرانِ في الظرف عجزي
منكَ عذري بالصمت يعدل لوما
يحسب المادحون أنّهُمُ قَدْ
بلغوا في المديح شأوكَ دوما
بينما الحقُّ - أنتَ ما زلتَ تعلو
فوقُ حتى الذي تخيّلتَ يوما
أنتَ في حُلكة الدجى اليومَ حُلْمٌ
إذ يغطّ الرعاةُ حولكَ نَوْما
إذ حملتَ الميثاقَ فينا ضماناً
كيف يرضى في عهدكَ الناسُ ضَيْما
لم أجد في الملوك قبلَكَ فرداً
حالفَ الغربَ ثم باراه سَوْما
كلُّ بابٍ طرقتَه كان فتحاً
ومضيقٍ عبرتَه كان عَوْما
إن تُجَدِّدْ لكلّ سَعيٍ لباساً
فلأنّ النشاط يفرض حَوْما
عشْ لدنياكَ سائلاً ومُجيباً
ولدنيا سواكَ صحواً وغيما
يسند «العمُّ» في الجهاد خُطاها
بخيوطٍ تدور في الكون رَيْما
لابنكَ المرتقى وقد قام فينا
مَثَلاً يُحتذى صلاةً وصَوْما
© 2024 - موقع الشعر