ما قاله الشهيد في حفل تأبينه - عصام ترشحاني

لي صلاةٌ
تشبهُ البحرَ
ولي جرس الأرضِ
أنا الداخلُ ، والرعدُ دمٌ،
يُدمنُ الحربَ،
أنا الخارجُ،
مثوايَ وطيسُ النبعِ
والنقع سفوحي...
لي حديد القبلة الأقوى
هبوبٌ يوقظ الأجرامَ،
والريح جروحي...
كل سهمٍ زاغَ عن مرماهُ،
في الحب أو الذبحِ رماني
وابتلاني .
هل أُطيع الوهمَ ،
والنارَ التي تأكل لحمي وَسِناني؟
هل أُغني لنبيٍّ
أو .دَعيٍّ
يخسر الأرض ومن ضَحّى عليها
في رهانٍ للسلامِ؟
إنّ ما ينمو من الأورامِ
في غفلة شعبي
يغتلي ظلماً ويعلو
في سماء القيصر المحموم يعلو
ويُعيدُ الرعبَ ،
يا بحرُ أَغِثْهم
من شظايا الحاكم الكبرى ،
فَهُمْ ....
إنْ دارَ صوتكَ في العظامِ
وأشعل الأجراسَ
هُمْ....
سَيْلٌ على اليأس الذي
يقوى مع الحُمّى ..
أغثْ ما قد تبقى
من جهات الزهرِ
- نامتْ أعين الجبناء
نامت في المرايا
فَلْتقمْ " يَعْبَدُ بالقَسّامِ" - أني
أُسرج المهدَ سلاماً
وكتاباً ،
وشِعاباً وقذيفة...
أُسرجُ المهدَ إلى سُدرتهِ
وأقودُ اللحدَ في حَتْفٍ
إلى تلك الشظايا
**
مَرةً ... في لَمْحِ مره...
جاءني الصوتُ ومن بَيْرقها
قالت الحرية البِكْرُ : سيأتي القتلة
أنهم من خانِقِ الرملِ
إلى آخر آخٍ في غنائي
يشحذون المقصلة ..
فارتدتْ أُمي قلاع السنبلة
واحتوتْ جرحي عميقاً
كلّلتني بخرابٍ يانع الحلمِ
وعصفٍ لايساوم..
كلّلتني بجنون وحريقينٍ ورؤيا ..
مَنْ رآني ..
شاهدَ النار طويلاً
في عروق الفقراءِ
من رأني ..
أو قدَ النَّهرَ ونادى
لقتال العُملاءِ..
*
يامهاةَ البحرِ
كم كان يتيماً بَيْرقي
غربتي تعدو ، وقبرٌ هائلٌ ينمو
على طول انتشاري
كم تعلّقتُ بموتي...
موغلاً في بأسهِ العُلويِّ،
محمولاً على أقواسهِ الخضراء ، والموجُ رفيقي
كم رأى الماء حريقي
ورآني أُغلق الأرض بناري
ياثغورَ الهولِ ..كم كان نبيّاً أَلَقي ؟
فسراياهُ عذارى
- من قيامات البنفسج -
كلما متُّ
توحدْنَ بأشجار انتحاري
وتناثَرْنَ جحيماً
بين جرحي وحصاري
أيها الشعبُ الذي
يرقب أزهار صمودي
إنّ أشلائيَ في البحرِ،
وفي الشعرِ وفي القبضةِ ، تمشي
ان أشلائيَ فيكم
وّدّمُ الخندقِ والمتراس جَمْرٌ في وريدي
فلماذا ..
يركع القيصر والجوقة لليلِ
وما زالتْ خيولي
تذرع الأرض بنوري ونشيدي؟
 
*
ليس منا ...
من يخون الخبز والملح وبرقَ
الأضرحة ....
ليس منا..
من يواري صهوةَ الورد الشهيدة،
ثم يرمي الأسلحة ..
لمعةُ الدمِّ،
صباحُ اللهِ ، عدلُ النصلِ،
مصباحُ الجراح الفاضحة ..
ونذيري لمعةُ الدمِّ،
شراعي ونشوري
أيها الموتُ الذي
بين سريري ونفيري
نَزفتْ أحجارنا
من رعدها ...
وطغى فيها غمام اللهبِ
أَهرقَ الماءُ على أنقاضهِ
وهو ينقضُّ عويل الغضبِ
فليكنْ...
اني خسرتُ العاهلَ الذاهبَ
للعرشِ
كحمّالِ العطبْ
فأنا أحملُ في نعشي
وفي بعثي جذوري
وجذوري القدس يا أمي
وترشيحا وصحراء النقب.
- 1983 -
 

© 2024 - موقع الشعر