قَلْبُ المُوَلَّه - عبدالرحمن العشماوي

مالي وللقب المعذَّبْ
يقتاتُ من ألمي ويشرَبْ

مازال يخفق حين يلقى
طَيْفاً، وللهمساتِ يطربْ

وتهيم حين يرى ظِبَاءً
في ساحة الأشواقِ تلعبْ

مالي وللقلب المُعَنَّى
مازال في الآهاتِ يرغَبْ

مازال أبعدَ عن سُلوِّي
وإلى لهيب الشوق أَقربْ

نَبَضاتُه هزَّتْ جَناني
فأنا بها دوماً أُعذَّبْ

يرضى إذا أَعْلَنْتُ شوقي
وإذا كتمتُ الشَّوقَ يَغَضَبْ

مازلتُ مِن خَفَقانِ قلبي
ومِن اشتعال الشَّوق أَعجبْ

ياليت لي من نار شوقي
ولهيبها في الصَّدْر مَهْرَبْ

إنْ كان في الدنيا غريبٌ
من أمرِها، فالحُبُّ أَغْرَبْ

نارٌ يعاني من لَظاها
مَنْ ذاق لوعتَه وجرَّبْ

تَعَبٌ يُريح، فكلُّ قلبٍ
يهوى، إذا ما ارتاحَ يتعَبْ

مالي وللقلب المُعَذَّبْ
أوجزْتُ في قولي وأَسْهَبْ

عاتبتُه فازورَّ حتى
عاتبْتُ نفسي، كيف أَعْتِبْ

وسمعتُ من نَبَضاتِ قلبي
ما لا يُرَدُّ، ولا يُكَذَّبْ

قالت، وفي قلبي احتفاءٌ
بحديثها العَذْبِ المحبَّبْ:

فَلْبُ المُوَلَّهِ والمُعَنَّى
قَلْبٌ بلوعتِه تشرَّبْ

إنْ كنت ترحم مَنْ يعاني
فالنُّصح والتوجيهُ أَصْوَبْ

إنْ كان دَرْبُ الحبِّ صَعْباً
فرجوعُ مَنْ سلكوه أَصْعَبْ

أرأيت شمساً في ضُحاها
بأصابع الكفَّين تُحْجَبْ

© 2024 - موقع الشعر