لقاء الوداد - عبدالرحمن العشماوي

لقاؤكَ بي، لقاؤُكَ بالوداد
فكيف تغوص في لُجَج العناد
أتنسى أن همَّك بعضُ همي
وأنَّ مِدادَ حَرْفكَ من مدادي
وأنَّ شرابَك الصافي شرابي
وأنَّ الزادَ عندكَ بعضُ زادي
أتنتقد الأسى في ثوب شعري
وأنتَ كسوتَه ثوبَ الحداد
وأنت منحته قلباً وعيناً
ترى ما قارفتْه يد الأعادي
أتنسى أن دمعة كلِّ طفلٍ
شريدٍ، جمرةٌ ذات اتِّقاد
وتنسى أن أصوات الثَّكالى
تلحقني بألسنةٍ حِدَادِ
تنادينا مشرَّدةٌ وتشكو
فقل لي، حين نغفلُ: مَنْ تنادي
ألا يا مجدَ أمتنا سلاماً
اعطِّره بصبري واجتهادي
تمادى بي الحنين إليكَ حتى
غدوتُ أخاف من هذا التمادي
وحتى خِلْتُ أنَّ حروف شعري
تُقطَّع من شرايين الفؤادِ
وحتى خِلْتُ أنَّ الليل أمسى
بلا ثوبٍ يلوَّنُ بالسَّواد
وحتى خِلْتُ أن النجم أمسى
يحدثني بصوتِ السِّندباد
تشابكت الدقائق والثواني
وأصبح ذو القياد بلا قيادِ
كأني والحنين يُذيب قلبي
فتى حربٍ يفتِّش عن جَواد
أخا شعري، إليكَ بعثت شعري
سليماً من مخاتلةِ العبادِ
سلكتُ مع القصائد درب حبٍ
ولستُ بهائمٍ في كلِّ وادي
حروفُ النار من لهبٍ ولكنْ
إذا خمدتْ تُصاغ من الرَّمادِ
© 2024 - موقع الشعر