فصيح("أبواب الوداد") - أحمد بن محمد حنّان

صدَّتْ بروحٍ في الغرامِ مكبَّلَةْ
ترنو الوصالَ وكلُّ مافيها ولَهْ

لتعودَ كالأطفالِ تعلنُ ودَّهَا
ترتابُ أبوابَ الودادِ المقفلَةْ

تخطو بأطرافِ الأصابعِ للهوى
ويُدِينُها خلخالُها بالجلجلَةْ

تتوهمُ الجرحَ المميتَ بجفوتي
وتُمتِّعُ الأعيانَ حدَّ المقصلَةْ

أوَ خشيةً تَبدينَ كي تتراجعي
وتنازعينَ النردَ حظَّ الأفعِلَةْ؟!

أسقيتِني خوفَ الوجودِ بوحدتي
فظننتِهِ دينَ القلوبِ المُمهَلَةْ

عودي لوشوشةِ الفؤادِ فإنهُ
في البابِ مفتاحي وصوتُكِ أنمُلَةْ

والشوقُ يأكلني ويشربُ من دمي
والسُّهدُ يملأُ ليلتي بالأخيلَةْ

عودي كأفراسِ الجيادِ وركضِها
كالصافناتِ إذا تراءتْ مُذهلَةْ

سأربِّتُ النبضَ العظيمَ بقبلةٍ
وتربِّتُ الأسواقَ عُلْوُ المنزلَةْ

إني عشقتُكِ في الجفاءِ وفي الرضا
ماعاشقٌ ألِفَ الوصالَ وأمَّلَهْ

فتمايلي عشقًا ولا تتريثي
حتى تجودَ لكِ الحياةُ بزلزلَةْ

كوني القيامةَ واِنشري مَيْتَ الهوى
ثم اِشخَصي مقلَ الغرامِ مسلسلَةْ

كوني كأنسامِ الربيعِ وبلسمٍ
لستُ الجروحَ وجرحُ قلبي أسئلَةْ

جاوبتُها وسنينُ عمري أجدبتْ
وبقيتُ رغم القحطِ أزرعُ سُنبلَةْ

فهلِ اِلتقيتِ ببابِ قلبِكِ عاشقًا
من يأسِهِ الآمالُ تكتبُ أمثلَةْ

رغم المدامعِ والجروحِ وحزنِها
وصبابةٍ فيها المشاعرُ مهملَةْ

لكِ في الفؤادِ منازلٌ لا تختفي
سبحانَ من سلكَ الغرامَ وجمَّلَهْ

14/2/2024
© 2024 - موقع الشعر