في سامي بن عمر الحصيِّن - عبدالرحمن العشماوي

لك الله يا سامي إذا احتدم الأمرُ
لك الله منه العون للعبد والنَّصْرُ

لك الله في أرضٍ تطاوَل ليلُها
على أهلها حتى شكا الغُرْبةَ الفِجْرُ

وحتى شَكَا القانونُ فيها انتهاكَه
فلم يتَّّسع فيها لظالمها العُذْرُ

لك اللهُ في أرضٍ تباكتْ نجومُها
على سوء ما يجري بها, وبكى البَدْرُ

ولو نطق التمثالُ فيها, لَرُبَّما
تبرَّأ ممَّا جرَّه الظلم والغَدْرُ

ولو أنَّ أمريكا أقامت لنفسها
من العقل نبراساً لما اختلط الأمرُ

وكم يقتل الإحساسَ في القلب حقدُه
ويُفقده معنى بصيرته الكِبْرُ

فيا ليت أربابَ العقول تسلَّقوا
جدار دُعاةِ الوهم, كي يُجْبَرَ الكَسْرُ

وياليت جدرانَ الفواصل تنتهي
ليأمن أطفالٌ أصابهم الذُّعْرُ

نقول لمن ساقوا أباطيلَ بغيهم
أفيقوا, فقد يجني على الساحر السحرُ

ترى العين في لَمْعِ السَّرابِ نجاتَها
فينقذها عقلٌ ويرشدها فكرُ

لك الله يا سامي, فجسرُكَ لم يَزَلْ
بربِّك موصولاً, ولن يُقطَعَ الجسْرُ

لك الله في بحرٍ ستعبر موجَه
إلى الضّفّة الأخرى, وإنْ زمجر البحرُ

وكيف يخاف البحرَ من خاضَ موجَه
وبحَّارُه التقوى, وزورقُه الصَّبْرُ

بإيمانها تسمو القلوب وتزدهي
سعادتُها فيها, وينشرح الصَّدْرُ

وكيف يهُزُّ اليأسُ وجدانَ مسلمٍ
وفي ثغره الميمون قد أورق الذِّكْرُ

رأيتُكَ وجهاً فيه للخير صورةٌ
وفي الوجه تعبيرٌ يُزَاحُ به السِّتْرُ

ولو أنَّ مَنْ يسعون للخير أصبحوا
عناصرَ إرهابٍ لما بُذِرَ البَذْرُ

أَيُوصَفُ بالإرهاب من مَدَّ كفَّه
لينقذ محتاجاً أضرَّ به الفَقْرُ

أيوصف بالإرهاب مَنْ ردَّ صائلاً
وحارب محتَلاَّ, طبيعتُه المكرُ

أتصدقُ دعواهم على كلِّ مسلمٍ
ويسلم من أوزارها القَسُّ والحَبْرُ

لك الله يا سامي, فللحقِّ جولة
سيُنْقَذُ فيها من طواغيته العَصْرُ

كأني بك اجتزْت المسافاتِ قادماً
إلى الوطن الغالي, يرافقُك البِشْرُ

ستلقاك يا سامي الخزامى بنشرها
بريئاً, وتلقاك البَواسقُ والسِّدْرُ

سيسعد أطفالٌ وتسعد زوجةٌ
لإخلاصها في كل ناحيةٍ ذكْرُ

لقد سطَّرتْ من عزمها وصمودها
كتاباً لها فيه الكفايةُ والأَجْرُ

ستسعد يا سامي بعُمْرةِ مسلمٍ
يكون بها لله في بيته الشُّكْرُ

لك الله يا سامي فلا تَخشَ,إنه
من العُسْرِ - مهما اشتدَّ - يَنْبثق اليُسْرُ

© 2024 - موقع الشعر