ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به - طرفة بن العبد

ورَكوبٍ تعزفُ الجنُّ به
قبلَ هذا الجيلِ من عهدٍ أبدْ

وَضِبابٍ، سَفَرَ الماءُ بها
غَرِقَتْ أولاجُها غَيرَ السُّدَدْ

فَهْيَ مَوتى ، لَعِبَ الماءُ بها،
في غُثاءٍ، ساقَهُ السّيلُ، عُدَد

قد تبطنْتُ بطرفٍ هيكلٍ
غيرِ مرباءٍ ولا جأبٍ مُكدّ

قَائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفُوا،
غيرَ أنكاسٍ ولا وغلٍ رفدْ

نبلاءِ السّعيِ من جرثومة ٍ
تتركُ الدّنيا وتنمي للبعدْ

يزعونَ الجهلَ في مجلسِهِمْ
وهمُ أنصارُ ذي الحلمِ الصَّمَد

حبُسٌ في المحلِ حتى يفسِحوا
لابتِغاءِ المجدِ، أو تَركِ الفَنَد

سُمَحاءُ الفَقرِ، أجوادُ الغِنى ،
سادة ُ الشِّيبِ، مَخارِيقُ المُرُد

© 2024 - موقع الشعر