عد يا جواد - جمانه شبانه

غاب الجواد مهاجرا بصهيلهِ
حمل الحبيب بسجنه وخليلهِ
 
 
حمل الحبيب مقيدا بجراحهِ
كان الجواد مسخرا لرحيلهِ
 
يا من تمشى فوق حد سلاحهِ
ورأى الدماء جديرة بقتيلهِ
 
 
يا من تبسم للمنايا ضاحكا
ومنددا بجهاده وسؤالهِ
 
يا من مشينا خلفه وكأنه
خير الأسود يذود عن أشبالهِ
 
 
يا أيها الجبل الذي بنيانه
هز العدو مجللا برحالهِ
 
قبض الجمار بكفه حتى إذا
بلغ الفؤاد حناجر المثيلهِ
 
 
رفع الأيادي كي يناجي ربه
سأل الإله بدينه ورسولهِ
 
كان الليالي قائما لدعائهِ
يدعو المرار بنصره وقبولهِ
 
 
لم يلتفت أهلا وصحبا أو دنا
ترك القعود لأهله ورعيلهِ
 
قاد الجواد بسرجه وزمامه
سيف تراه بفكره وبحالهِ
 
 
إن أطرقت عيناه دمعا ما الذي
أبكاه غير رسالة في بالهِ
 
ذاك الذي قد نام في طرقاتنا
فهو الغريب لدينه وسبيلهِ
 
 
دوما تراه على مكارم خلقه
شجر يجود وثابت في أصلهِ
 
حتى إذا وقف المعامع حازما
ربط الجهاد بقلبه وقبيلهِ
 
 
قذف الحياة لذلها وحنينها
طلب اللقاء بمره وجميلهِ
 
ما تاق غير مشمر لرحيله
فضلا لربي عن ذويه ومالهِ
 
 
لله ارخص روحه وحياته
كتب الوصايا باليمين لأجلهِ
 
كانت يداه طليقة في دينه
حق له بيمينه وشمالهِ
 
 
غاب الجواد وفارس كان الذي
فوق الجواد بحسنه وجمالهِ
 
طرق السجون وبات في أحضانها
اوليس عيش الحر في تكبيلهِ
 
 
ومحمد رسم له في اسمه
بل عاشت الأسماء في أوصالهِ
 
عد يا جواد بفارس تاقت له
ارض بعز داسها بخيالهِ
 
 
هذا السياج وخلفه مصفوفة
أجسادنا بنسائه ورجالهِ
 
عد يا جواد إليك من مرسالنا
اثر الحبيب بسيفه وقتاله ِ
 
 
اخبره عن فخر بديني أولا
وابعث إليه برمحه ونبالهِ
 
عد يا جواد عليك من أخباره
وسم الجواد على جميل فعالهِ
© 2024 - موقع الشعر