(أحاكي نص: قفي يا سُليمى للشاعرة العامرية ، لِمَا ألفيتُ فيه من عذوبة نص وجمال فكرة ودقة معالجة للواقع! وللشاعرة العامرية عدة قصائد تتفاءل فيها لأرض الرباط وأهلها بمستقبل عظيم يكون النصر فيه للمؤمنين! وتعود مع النصر الوشيك الكرامة والعزة! وكانت شاعرتُنا العامرية قد استهلت قصيدتها ببكاءٍ على الأطلال لم تقدر عليه وحدها ، فطلبتْ من (سُليمى) أن تشاركها! متأثرة بما حدثَ للديار من قصف همجي بربري غاشم فتقول:-
قفي يا سُليمى دون غزة واندبي
وهلي دموع العين ، ثم تحسبي

وطوفي بدار للكِرام تهدَّمتْ
تضمُ رُفاة مِن أبيِّ وأهيب

وتجاوزت الشاعرة البكاء على الأطلال ، لتستأنف وصفَ المأساة. وتناولتْ فيما تناولت التخاذل القائم باكية معنا على المجد التليد والأنفة اليعربية والكرامة المُضرية ، وتختم واصفة حالها:-
فإني نزفت الدمع من شدة الجوى
وما طاب لي نوم ولا طاب مشربي

وما ذاك إلا أن مجداً تقوضتْ
مبانيه ، أضحى كالأديم المثقب

وتالله لا عَودٌ لأمجاد قومنا
إذا لم نكن مثلَ دَلاص ومِقضب!

وأراها نجحتْ نجاحاً باهراً في محاكاة

© 2024 - موقع الشعر