أحب الصالحين - محاكاة للشافعي! (من منا لا يعرف محمداً بن إدريس الشافعي إمام المذهب – رحمه الله رحمة واسعة -! كلنا يعرفه فقيهاً مناظراً مفحماً للبدعة وأهلها ، وناصراً للسنة وأهلها! فقد أغناه كتاب (الأم) في الفقه عن التعريف به كفقيه ، وأغناه كتابه (مسند الشافعي) عن التعريف به كمحدث! ولكن القليل منا يعرفه شاعراً نحريراً ، ألان الله له البيان والبديع والبلاغة والإبانة والفصاحة! فقد حظي ديوانه الموسوم بـ (الجوهر النفيس في شعر محمد بن إدريس) عن التعريف به كشاعر! قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مشفقاً على نفسه ومتهماً إياها بالتقصير في جنب الله:
أحب الصالحين ولستُ منهم *** وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواءً في البضاعة
فقال له الإمام أحمد رحمه الله تعالى مادحاً الشافعي ومثنياً عليه ومطمئناً له ومهنئاً ومبشّراَ:
تحب الصالحين وأنت منهم *** ومنكم سوف يلقون الشفاعة
وتكره من بضاعته المعاصي *** حماك الله من تلك البضاعة
فأعجبني هذا السجال بينهما فحاكيت الشافعي وأحمد!)

© 2024 - موقع الشعر