(أحاكي الشاعرَ القديرَ أحمد عبد الحي في نصه الرائع: (كهفيات عبد الحي) ، وذلك لما احتواه النص المحترم من جاذبية الشعر وبيان عظيم رسالته! والشاعر فيما يبدو قد دفعته ظروف الحياة لأن يعتزل أهلها قليلاً ، ثم أرسل راحلة فراقه ، وعاد إلى الناس! وكان الشاعر قد استهل قصيدته بمطلع يبين حاله وأنه ارتأى هجرة البلاد تطلعاً لغدٍ ومستقبل أفضل فقال:-
وقد أويتُ إلى الجبال ، لأنني
من بعد نصب قد بلغتُ مرادي

حتى خرجتُ من البلاد لنلتقي
وتعلم الطفل الذي بفؤادي!

واستمر الشاعر في شجونه مسامراً غربته ومستفيداً من دروسها القاسية ، فتوصل إلى قرار حازم صارم رغم عدم حبه له ، وهو عودته إلى الناس من جديد. فقال الأستاذ عبد الحي:-
ورجعتُ من كهف الحقيقة واجداً
وخرجتُ من سجن الحقيقة حادي

سأسوق راحلة الفراق لأنني
ما عاد يجدي أوبتي ورشادي

وعندما طالعتُ النص تذكرت غربتي التي ربما لا تقل قسوة عن غربة الشاعر عبد الحي إن لم تزد عليها! لقد كانت تجربة مريرة! ومن هنا كانت محاكاتي لنص الأستاذ عبد الحي!)

© 2024 - موقع الشعر