(أحاكي قصيدة الشاعرة القديرة نسرين بدر: (الشمس غابت) ، وذلك لِما لمستُ فيها من دِقة التشخيص للواقع ومعالجته بالشعر! الأمر الذي يعجز عنه حقاً كثيرٌ من الشعراء! حيث ينجحون في تشخيص الواقع ، ولا تكون منهم ولو بادرة واحدة في إصلاحه! لكن المتتبع لشعر نسرين بدر يجدُها تنفعل وتتعاطف وتشخص وتعالج! فجزاها الله خيراً كثيراً عن أرض الرباط وأهلها! وتبدأ نسرين بدر بوصف حالتها وشعورها عندما هالتْها الأخبارُ المُفجعة ، فتقول:-
سهمٌ أصاب القلبَ طاف بداري!
عين الخلائق أغلقتْ بعوار!

وتعرقلتْ كل الظروف بغزةٍ
وتعالتِ الدنيا على أسواري

وتستمر الشاعرة في السرد الشعري الدقيق لمأساة غزة وأهلها ، وتوصي الجميع بأن لا ييأسوا من النصر المبين الوشيك ، حتى تختم قصيدتها برسم صورة تفاؤلية فتقول:-
ستعود بالإصرار (غزة هاشم)
فالله يخسفُ طغمة الأشرار

إنا عُتاة لا نلينُ لظالم
والله ناصرُنا على الكفار

وبديننا نعلو وهدي نبينا
سنسودُ فوق العالم المنهار

والحقيقة أنني أخذت بجمال النص وعذوبة الكلمات ، فكانت مُحاكاتي لهذا الجمال الشعري.)

© 2024 - موقع الشعر