فصيح(أمي ثم أمي ..) - أحمد بن محمد حنّان

أمي ثم أمي ..
رُبَمَا بهذا الليلِ أخْسرُ سائلي

رُبَمَا أُخَبِّئُ في الظلامِ أناملي
فالخطبُ أكبْرُ مِنْ شواردِ شاعِرٍ

حطَّتْ بغصنٍ في الهوى مُتمايِلِ
أُمِّي وهل للبيتِ مسكٌ غيرَها

ألقى بِهِ ذكرى الصِّبَا ومراجلي
لي ألفُ قلبٍ في الهوى أحيا بِهِ

ولها فؤادٌ واحدٌ لقبائِلي
حمَلَتْ وسُرَّتْ بالشهورِ تَعدُّها

بصبابةٍ وتساؤلٍ ومحافِلِ
لم يُثنِها ألَمُ المخاضِ ودمْعُها

وكأنَّ فيها من عُزُومِ مُقَاتِلِ
بدرٌ على أفقِ الحنانِ تنيرُهُ

مذْ كنتُ طفلًا أرتقي لمراحلِ
أوصى بها خيرًا كتابٌ مُنْزَلٌ

وحديثُ طهَ جلَّها بمنازِلِ
ولَئِنْ بذلتُ جوارحي في بِرِّها

كانتْ كيومٍ واحدٍ مُتآكِلِ
تحنو بلهفةِ قلبِها لتَضُمَّني

هل كنتُ إلا صورةً لمُناضِلِ
© 2025 - موقع الشعر