نَحْنُ الْعِيدُ يا صَاحِبِي ....!
عَلى الْأبْوابِ ،
نكْشُطُ أَلْسِنَتَنا
نَحْمِلُ عَوَزَنا مُكَدَّساً فِي حَقائِبَ ،
نَخْرُجُ لِلرَّكْضِ تَحْتَ الشَّمْسِ
لِلسِّباقِ عَلى الْأَمَاكِنِ ،
لِلْبُكاءِ ...وَالْفَرَحِ ...الْغَضَبِ ...والْخَوْفِ
نَرْفَعُ أَكُفَّنا إِلى الَّلهِ ،
وَنَتَصاعَدُ كَدُخّانِ الْمَخابِزِ
كُلُّ شَيْءٍ سَيَمْضِي يَا صَاحِبِي إِنَّها الْحَياةُ ،
لَقَدْ مَرَّ عامٌ عَلى آخِرِ اِحْتِراقٍ ،
وَقْتٌ طَوِيلٌ عَلى شَكْوَى أَحَدِهِمْ
فِي الشَّارٍعِ وَهُوَ يَقْطَعُ الطَّريقَ ،
يَصْرُخُ يَتَشاجَرُ عَلى لَا شَيْءٍ
أما أنا فَأفكِّرُ كَيْفَ سَأصِلُ ؟؟
كَيْفَ سَتَحْمِلُني قَدَماي لِلرَّكْضِ ؟
وَلَمْ أجْهَزْ بَعْدُ !
أتَوَقَّفَ فِي الْمُنْتَصَفِ الْمُمِيتِ ؟
أجْلِسُ فِي الصَّفِّ الْأَخِيرِ
أصَفِّقُ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ ،
وَأضْحَكُ عَلى الصُّفوفِ
الَّتِي مَا زَالَتْ تَرْكُضُ دُونَ اِكْتِراثٍ ،
لِتَنالَ حِصَّتَها مِنَ الْمَوْتِ .
عَلى حَافَّةِ الرَّصِيفِ
رَجُلٌ حَزينٌ ،
يَلْتَهِمُهُ الْفَقْرُ كَطَرِيدَةٍ ،
يُخَبِّئُ أَيادِي الْمُتَسَوِّلِينَ
فِي جُيوبِهِ الْفارِغَةِ ،
يُدَخِّنُ الْهَزيمَةَ بِإِفْراطٍ
أَمَامَ الْوَقْتِ فِي حَدائِقِ النَّهارِ
كُلُّ الطُّرُقِ مُعَطَّلَةٌ فِي قَلْبِ الْوَطَنِ
عَلى بابِ الْحَياةِ
بِزَمانِنا الْجَريحِ ، نمَشِّطُ حَالَاتنا
نبْتَسِمُ....... ونَقولُ :
هَا نحن نمْشِي بِلا رَؤوسٍ بِلا أَياد
نشُقُّ صدورنا عراة
نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلَتْ جُيوبُنا أَصابِعَنا
نَسْأَلُ عَنْ يَوْمِ الْعِيدِ
لِنُعِدَّ تَأْشِيرَاتِ النُّزوحِ نَحْوَ الْفَرَحِ ،
وَنَحْنُ يا صاحِبي نُشْبِهُ كُلَّ النّاسِ
نَحْتَفِلُ مَعاً فِي مَجالِسِ الْحَنِينِ ،
تَحْتَ سَقْفِ الْبَيْتِ الْقَدِيمِ
نَتَخَيَّلُ شَبَحَ الْحُبِّ ،
وَنَلْعَقُ أَصابِعَنا الْمَنْقُوعَةِ فِي مِلْحِ الْجِراحِ .
_ثورية الكور
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.