نعم الزوج ونعم الصهر! - أحمد علي سليمان

ليت شِعري مَن في النسا ك (الرَّبابِ)؟
هل لسُؤلي - مُستقرئاً - مِن جواب؟

كم يُوَفي الرجالُ في الحُب طوعاً
مُوغِلينَ في دَربه المُستطاب

مُستسيغين القهرَ يُزري بشُمٍّ
والبلاءَ يُفضِي لقطع الرِّقاب

والنساءُ يُوفِين نذراً يَسِيراً
والقليلُ يَجْرَعْن سُمَّ المصاب

و(الرَّبابُ) جادتْ بأرجى وفاءٍ
في فصول التاريخ فصلُ الخطاب

في (بني كلب) أشرقتْ مثلَ شمس
ما لأنوار أرسلتْ مِن غِياب

كربلاءُ كم جندلتْها طويلاً
والمآسي كم آذنتْ بالخراب

والبلاءُ بابن وزوج مَريرٌ
واصطبارُ الفضلى قرينُ الثواب

عالجَتْ ما عانتْ بشِعر أسيفٍ
تتقي بالأشعار طعنَ الحِراب

كابدَتْ عاماً في انتحاب وشجوى
وابتآس يُردِي القُوَى وعذاب

ثم حَلَّ الخُطابُ كي يُنقذوها
ما لثكلى في رَغبة الخطاب؟

فاجأتْهم بالرَّدِّ يَكوي ويُؤذِي
بالغاً في التقوى ذرى الاحتساب

كيف أهوى عن (الحُسَين) بديلاً؟
أو بديلاً عن خِيرة الأنساب؟

جَدُّه صِهري ، هل يُبارى بصِهر
أصطفيهِ مِن أشرف الأعراب؟

مَن يَحِلُّ مَحَلَّ أسمى القرابى؟
مَن لثُكلى قاسَتْ جَوى الأحباب؟

شفها الوَجدُ ، والشبيبة ولتْ
فاسْتكانتْ لكَربها والصِّعاب

فارحموا جَزعَى لا تحتفِي بحياةٍ
واطرحُوا عنها عائداتِ العِتاب

واسألوا المَولى أن يُثبِّت وَجْعَى
إن بلوى طارتْ بعقل الرباب

مناسبة القصيدة

(الرباب بنت امرؤ القيس ، هي زوجة الحسين بن علي ، وأنجبت له سكينة وعبد الله ، وقيل محمد وفاطمة الكبرى ورقية أيضاً. حضرت الرباب واقعة الطف، وقد قتل ابنها عبد الله فيها، قتلهُ حرملة بن كاهل، وبعد واقعة الطف أسرت الرباب هي وابنتاها سكينة ورقية. وتقول بعض الروايات أنها بقيت في كربلاء عند مدفن زوجها الحسين لمدة سنة، ثمّ رجعت إلى المدينة. توفيت الرباب عام 62 هـخطبها الأشراف من قريش بعد شهادة الإمام الحسين بن علي فقالت: «ما كنت لأتّخذ حماً بعد رسول الله». وكانت الرباب حزينة على الحسين ، قال ابن عساكر: «وعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا». وقال القرماني: «ولمّا رجعت إلى المدينة أقامت فيها لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً من البكاء على الحسين ، ولم تستظلّ تحت سقف حتّى ماتت بعد قتله كمداً!)
© 2025 - موقع الشعر