أبوها طلحة وابنها طلحة! - أحمد علي سليمان

فخرَ النسا ، رحِمَ الإلهُ أباكِ
وبجُودِه وبمَنِّه أرضاكِ

ورُفعتِ قدراً في الجنان حَفِيَّة
ومحا ذنوبَكِ كلها مَولاك

وكما أعَزكِ في الورى ربُّ السما
جاهاً وقدْراً جَمَّلا دُنياك

فليُكرمِ الرحمنُ شأنكِ عندهُ
بتفضل لمَّا يَكنْ لسِواك

قرَشية فخرَتْ قبيلتُها بها
حَاشاك بُؤتِ بمَطعن حاشاك

وَيحَ الجمال مع الدَّلال تجَمَّا
بهما شَدَتْ بين النسا تقواك

يا بنتَ (طلحة) حُزتِ مَجدكِ عَفة
يُمْلي احترامَ العَين حين تراك

تيمٌ لقد فنيتْ ، وفارقَ أهلها
ولسوف تبقى في الدنا ذِكراك

وثناءُ (عائشةٍ) يَزيدُك رفعة
هذا الثناءُ بصَفوه ناجاك

سُمِّيتِ (عائشة) فتابعتِ الخطا
واللهُ باركَ في الأنام خُطاك

ورَويْتِ عنها ، واسْتقيتِ تُراثها
واللهُ مِن عُجْب النفوس حَماك

وحَباكِ منه تواضُعاً وسَكينة
أنعمْ بما بَاري الأنام حَباك

وتركتِ شِعراً نستضيءُ بنوره
في كل بيتٍ نستبينُ سَناك

قصَّدتِ حتى قِيلَ: أشرفُ مَن شدتْ
بالشعر إذ ألِفَ القريضُ صَداك

وابناكِ (عِمرانٌ) و(طلحة) جاهدَا
أهلَ الضلال فأذهبا بُؤساك

للهمَّ فارضَ عن الجميع ، وأرضِهم
ما دارَ نجمُ الليل في الأفلاك

مناسبة القصيدة

(إنها التابعِية الجَليلة عائشة بنتُ طلحة بن عُبيد الله التيمِية! أبوها أحدُ العشرة المبشرين بالجنة ، وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، وزوجُها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، خالتاها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وأسماء بنت أبي بكر الصديق ، وابناها عِمرانُ وطلحة – رضي الله تعالى عن الجميع -. ورَوَتْ عن عائشة أم المؤمنين ، وكانت شاعرة وكانت صاحبة جمال ودلال وحسب ونسب وعلم وفقهٍ وجُرأة! فكانت عائشة كعائشة!)
© 2025 - موقع الشعر