معشوقتي العربية - عبدالناصر عليوي العبيدي

لغةٌ إِذَا تُتْلَىٰ على الجُلّاسِ
تَشْفي العليلَ بلحظةٍ كالآسي

هي رُقيةٌ للمشتكينَ تلعثماً
وتميمةٌ كُتَِبتْ على القِرْطاسِ

تسمو بها الأرواحُ عِند سَمَاعها
فتزولُ عنها لَوثَةُ الوسواسِ

وكأنَّ في نُطقِِِ الحروفِ طلاوةً
كالطّيبِ إنْ خَرَجَتْ مع الأنفاسِ

فهي الفريدةُ في المحاسنِِِ كلِّها
بجمالِها سَحَرَتْ قلوبَ النّاسِ

قد أبهرتْ أهلَ البلاغةِ والنُّهَى
بطرائفٍ ونوادرٍ ونِفاسِ

فإذْا سمعتَ لوَقْعِها ولرَجْعِها
نالتْ من الآذانِ والإحساسِ

يمنيةٌ بنتُ الملوكِ تَرَعْرَتْ
كأميرةٍ في حجرِ ذي نوَّاسِ

حطَّ المطافُ بها بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
فغدتْ لكلِّ العُرْبِ كالنّبراسِ

فتهافتَ الشّعراءُ نحو حياضِها
كتبوا القصيدَ بقدِّها الميَّاسِ

واستعرضَ الفرسانُ كلَّ فنونِهم
من قدرةٍ و بطولةٍ و مِرَاسِ

فتَسَلَّقَ الضّليلُ خِدرَ عُنيزةٍ
ومهلهلٌ يغزو على جسّاسِ

وبها الشرائعُ أُكمِلَتْ وتَكَمَّلَتْ
في مُحْكَمِ التنزيلِ كالقِسطاسِ

وبها المآذنُ خاطبتْ سمْعَ الورى
وبسحرِها استغْنتْ عن الأجراسِ

كالأمِّ تَحفظُنا وتجمعُ شَمْلَنا
مِنْ نينوى حتى رُبَى مَكْناسِ

أسفي على من يستسيغُ رَطَانةً
يستبدلُ الصلصال بالألماسِ

© 2024 - موقع الشعر