رُدَّني لي/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

رُدَّ قلبي إلَيَّ قبلَ الرَّحِيلِ
فُكَّ أسري لديكَ أطلِق سبيلي

رُدَّ فرحي وضِحكتي وابتسامي
رُدَّ لي صفوَ خاطري رُدَّني لي

أو فمني خُذكَ لا تُبقِ شيئًا
قبلَ تمضي وهالةً مِنكَ حولي

رُدَّني خالِيًا كما كُنتُ بِدءًا
مِنكَ مِن مُهجَةٍ ورُوحٍ بديلِ

إنَّما الشَّوقُ في افتقادِ عزيزٍ
نزعُهُ لا كنزعِ خَيطِ الفَتِيلِ

قد جرى مِنكَ في مجاري دِماءٍ
مالِئًا فِيكَ رُوحُهُ حجمَ مِيلِ

لستَ تنساهُ ساعةً من نهارٍ
لا ولا لحظةً تَمُرُّ بليلِ

كنتَ أنتَ الملاكَ في غابِ عُمري
ورسولَ السَّماءِ خيرَ الدَّليلِ

وسَفِينَ النَّجَا بطُوفانِ أرضي
وحمامَ السَّلامِ بُشرى الحُقُولِ

ظِلَّ زيتُونتي وزيتُونَ خُبزي
زيتَ مِشكاةِ كلِّ حرفٍ جميلِ

أوحَدَ النَّاسِ مَن سقانيَ وُدًّا
صاِدقًا مُخلِصًا غزيرَ الهُطُولِ

حامِلَ المِسكِ مَن أتى في حياتي
عِطرَها والرَّبيعَ أحلى الفُصُولِ

مَن يكن فِعلُهُ كأنتَ عظيمًا
كيفَ أسلُوهُ؟! أو أبِعهُ بِكَيلِ؟!

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر