نقابي حِشمتي! - أحمد علي سليمان

بنقابي أفتخرُ ، وأزهو
وإليه رفيقاتي أدعو

لأراهُنّ بأسعد حال
ولهن الخيرَ أنا أرجو

وإليهنّ أزفُ التقوى
نوراً – في الدنيا – لا يخبو

ولهن الحُسنى أهديها
وبها عِيشتُهن ستحلو

وأقدّم نُصحي مُشفقة
والنصحُ – بإشفاقي - يصفو

وأوَصّي مَن تسمعُ مني
دون غلو ، أنا لا أغلو

بالوسَطية أهدي وعظي
دون جفاءٍ ، أنا لا أجفو

بنقابي أزجرُ سافرة
كشفتْ وجهاً ، فبه تزهو

رخصَ الحُسنُ عليها ، فبدتْ
في درب الهتافة تكبو

وجمالُ الغادة مُبتذلٌ
يُشجي أعينَ قوم وَلهوا

هان عليها ، فتعشقه
وغدٌ – لمَلاحتها - يرنو

كيف تردّتْ في حَمأتها؟
كيف غدتْ – للباطل – تهفو؟

كيف قلتْ - عمداً - شِرعتها؟
هل فضلى شِرعتَها تقلو؟

كيف إلى خيبتها هبطتْ؟
هل - في الخيبة - عصما ترسو؟

كيف تدنتْ حتى رخصتْ؟
أوَليس الأحرى أن تعلو؟

بنقابي ألجمُ أوغاداً
كلٌ خلف الغادة يحبو

كلٌ يلهثُ دون حياءٍ
ولشهوته الساقط يجثو

وورا متبرجةٍ حمقا
بات الهازلُ – جهراً - يعدو

مَستورُ البلها كالعاري
كاسية عارية تبدو

والمكياجُ يُكَمّلُ نقصاً
مِن شين أضحتْ لا تشكو

كالبلياتشو السلعة صارتْ
تفتنُ مَن ينظر ، أو تبلو

والألوانُ تُجَمّلُ وجهاً
فعليه معالمُها تطفو

والفستانُ يُعَري جسماً
وعلى الفتنة – قسراً - يحدو

وخضوعٌ بالقول يُسلي
وَبْشاً – خلف (المُزة) يخطو

وتغنجُها في مِشْيتها
يَذرُ النذل ملياً يرغو

وبصدر – مُسفحة - تسعى
يَذرُ الوَبش سريعاً يلهو

وجبين بالقصة يسبي
من بالرعنا يوما يخلو

وجدائل شعر أدْلتها
خلف الظهر لغافٍ يرنو

بنقابي أحتشمُ ، وأحيا
وبه – في مجتمعي - أسمو

وبه لا يُحرِجُني واطٍ
وبه – في آخرتي - أنجو

وبه لا يَجرَحُني خِبٌ
برقيع اللفظ إذا يلغو

وبه لا أفتنُ مُهتدياً
عن درب الحق إذا يسهو

بنقابي أتجنب عاراً
يلحقني إن عشتُ لأغفو

بنقابي أتحاشى ناراً
هي عُقبى العاصي إذ يغلو

والآياتُ به قد نطقتْ
تُدركُها حقاً من تتلو

وإليه دعا غيرُ حديثٍ
بانَ لمن – جهداً – لا تألو

فيم الجدلُ؟ وفيم الفوضى؟
والعِلمُ بضاعة من يدعو

وتتبعَ سنة أحمدنا
والتوفيق جَزا من يقفو

يا رب الناس ، فبَصّرْنا
بشريعتنا ، كي لا نسهو

مناسبة القصيدة

(إنه لا شك في أن النِقاب كشعيرة من شعائر الإسلام وشريعة من شرائعه ، يُحقق الكثير من الصيانة والحماية للمرأة في ذاتها! كما يُحقق الأمن والأمان من الفتنة بها في نفسها ، أو عن طريق الآخرين من حولها! ولكي أزيد الأمر وضوحاً ، ولكي لا أبقيَ حُجة لمُحتج أورد هنا اجتهاداً آخر تحت عنوان: (أدلة وجوب تغطية المرأة وجهها والجواب عن أدلة من أجاز ذلك) للشيخ زيد بن مسفر البحري ، يقول حفظه الله: (لقد تهاون بعض النساء في شيء من أمر الحجاب ، وكأن الحجاب في مثل هذه الأزمان قد خُلِع خلعاً تامّا من طائفة من هؤلاء النساء ، ولعل بعضهن قد يستمعن إلى ما يمكن أن يلقى في القنوات الفضائية من أن تغطية المرأة وجهها مسألة خلافية. وربما يوردن آراءهن بأن مسألة جواز كشف المرأة لوجهها هي قول الأئمة الثلاثة "أبو حنيفة ومالك والشافعي" ، وربما يُضفن إلى هذا أن للألباني - رحمه الله - رأياً يؤيد جواز كشف المرأة لوجهها ، ولا شك أن للألباني - رحمه الله - قدْراً ومكانة وهو كبير! ومن لا يعرف قدر الكبير فإنه من أجهل الناس ، ولكن هو - رحمه الله - أو غيره من الأئمة أو من العلماء تُعرض أقوالهم على الكتاب والسنة ، فما وافق منها قُبِل وما لم يوافق منها رُدَّ ، وهذا هو ما تُنوقل عن الأئمة - رحمهم الله - من أنهم قالوا: "من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يأخذ بآرائنا ولأهمية هذه المسألة ، لأننا في زمن انفتاح على القنوات الفضائية وعلى وسائل التقنية ، وبالتالي فإنه من الواجب المُحتَّم أن تُبيَّن هذه المسألة أحسن بيان ، حتى يزول الإشكال بإذن الله - عز وجل -! وليس هذا مجال قصيدتنا! والحكم الشرعي يؤخذ من مظانه من كتب أهل العلم الشرعي (وبالدليل لا بالأسماء اللماعة) ، ولا يؤخذ حكم شرعي من غير أهل الاختصاص ، لا من شعر ولا من شاعر! فإن قيل: فما بالك تقطع في أمر كهذا في مقدمة قصيدة؟ أقول: أنقل عن أهل العلم الموثوقة أدلتهم ليس إلا! ولا يُعقل أبداً أن يكون العلماء: (ابن باز – ابن عثيمين – اللحيدان - التويجري – الفوزان – الحمود – محمد جميل غازي – عمر الأشقر – الغديان – عبد الرحيم الطحان) وقد ساقوا أدلتهم الراجحة القوية المحققة على وجوب ستر الوجه والكفين! ثم نخالف عنهم لنطيع من يرخص في كشف الوجه والكفين بأدلة واهية تم دحضها وتفنيدها والرد عليها! يا قوم نحن مع الدليل الأقوى والأرجح ، لا الدليل الأوهى والأضعف! يا قوم نحن لا نعبد العلماء بل نعبد رب الأرض والسماء! فلا يطاع عالم إلا بدليله الراجح القاطع! قام بالرد على الألباني ومن يجيزون كشف الوجه والكفين علماء كثيرون ومحدثون كثيرون وأدلتهم ولا شك أقوى! فلنأخذ بالدليل الأقوى والأرجح! من طلب منا الأخذ بالأدلة والبراهين؟ إنه الله رب العالمين! قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر)! أي بالأدلة والبراهين القاطعة في كل مسألة من مسائل العلم!)
© 2024 - موقع الشعر