فصيح(الضمير الغائب) - أحمد بن محمد حنّان

لم أعتدِ التصفيقَ والتنطِيطَا
وخداعَ أهلي كي أكونَ حطِيطَا

أنا لا أشاركُ في النفاقِ لأنني
لا أتقنُ الإقبارَ والتحنِيطَا

لا نوحَ بعد اليومِ كي يصفَ الهُدى
والفلكُ راسٍ يرصُدُ التخطِيطَا

فسماؤُنا أبوابُها مقفولةٌ
ودموعُنا جاءتْ تزفُّ محِيطَا

وكأننا بين الطغاةِ وبينكم
نرجو الظلومَ لكي يكونَ وسِيطَا

وهو الذي قد خاطَ أجزاءَ الدمى
حتى يقدِّمَ عرضَهُ تغلِيطَا

ليروِّعَ الأعرابَ عند حقوقِهم
في قتلِ شعبٍ يدفعُ التشطِيطَا

هيا لنفخرَ في اللغاتِ بضادِنا
ونجرِّمُ الإعرابَ والتنقِيطَا

فلقد درسنا نحوَها وبيانَها
وبلاغةً وفصاحةً وهبِيطَا

لكنْ فقدنا في الحنايا وقدةً
تصلُ الكبودَ وتُحسنُ التشوِيطَا

هيا لنشحذَ بالتراثِ حديثَنا
ليُساقطَ التاريخُ منهُ مخِيطًا

فلقد علمنا للقوابلِ فعلةٌ
وسواعدٌ تذرُ الجسومَ خلِيطَا

ورصيدُنا منها الخنوعُ وناظرٌ
كرهَ الصعودَ ويأنفُ التورِيطَا

هيا لنقرأ سورةَ الإسراءِ في
صلواتِنا وقيامِنا تفرِيطَا

ولنقصدَ الحجرَ الكريمَ ببكةَ
حتى نبسِّط ذنبَنا تبسِيطَا

فضميرُنا في غفلةٍ أبديةٍ
ودماؤُنا لا تقبلُ التسلِيطَا

21/10/2023
© 2024 - موقع الشعر