رسالة الأمة إلى العيد - اعتذارية - أحمد علي سليمان

يا عيدُ إني لما عاينتَ أعتذرُ
فكفكفِ الدمع ، إن الدمع ينحدرُ

يا عيدُ حركتَ ما في القلب من شجنٍ
وإنني للذي سَطَرتَ أفتقر

يا عيدُ هيّجتَ ما في النفس من أمل
فنازعتْ همتي الكسيرةَ البُشُر

ما زلتَ تذكر من ماضٍ يُشرفني
كمثل ما قد ذكرتَ الشمسُ والقمر

تلومني وأنا – يا عيدُ – باكية
على الشموخ مضى ، وإن ذا قدر

يا عيدُ هذا بتقصير بُليتُ بهِ
وإنني للذي ترجوه أنتظر

وأين ناسٌ (صلاحُ الدين) قائدُهم
حتى يعود العُلا والعز والظفر؟

أراك يا عيد جلداً في مؤاخذتي
وفي النصيحة نارُ الحرص تستعر

حتى العِتاب بتأنيب تعقبني
كأن أحرفه الأشواكُ والإبر

عهداً سأبذل جهداً سوف تلمسُهُ
في عامك القابل السعيد يزدهر

فكن شهيداً على عهدي وتجربتي
والله يعلم ما أنوي وأدخر

يا عيدُ أحسنْ ظنوناً قد جهرتَ بها
فسوءُ ظنك أمرٌ دونه الضرر

أنا الطعينةُ في أهلي ، وما كسبتْ
يداي حتي تقول العِز يُحتضَر

وإن ربك إنْ أخلصتُ ينصرني
نصيرُ مَن ظلموا يا عيدُ مقتدر

مناسبة القصيدة

رسالة الأمة إلى العيد (اعتذارية) (تخيلتُ أمتنا وقد طالعت رسالة العيد لها في القصيدة السابقة فتأثرتْ جداً. وراحتْ ترد برسالة أخرى للعيد ، لكنها رسالة اعتذارية. حيث إنها غلبتْ على أمرها في مواقف كثيرة وتنازلت في مواقف أخرى فناسب ذلك ان يكون مصيرها ذيل الأمم والشعوب والحضارات ، وناسب أن يبت في أمرها وأمر شعوبها ولا تستطيع أن تنطق ببنت شفة ولا أقل من ذلك. والأصل متضمن في قوله تعالى: (فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). وبإمكان الأمة أن تتدارك أمرها وتتوب إلى الله تعالى وتتبع هداه وتعمل بشريعته وتحل حلاله وتحرم حرامه وتندم وتبكي رجاء أن يعيد الله لها مجدها! وتخيلتُ الأمة تعترف بالتقصير وتعاهد الله على التغيير لتشملها السنة: إن الله لا يغير ما بقوم!)
© 2024 - موقع الشعر