رسالة العيد إلى الأمة عتابية - أحمد علي سليمان

يا أمة الحق: أين العزُّ والظفرُ؟
والمجدُ أين؟ وأين السعد والسَّمرُ؟

وأين بأسٌ على الأصقاع يعصمها؟
وأين نصرٌ على الأعداء مبتشر؟

في كل عام أزور الدر مُحتملاً
هذا المصيرَ ، فأرثِي ، ثم أستعِر

وأذرف الدمع في سر وفي علن
ودمعُ قلبي برغم الأنف ينهمر

أبكي الكرمة ، نارُ الذل تحرقها
حتى غدت من سعير القهر تُحتَضَر

يا أمة الخير كم عاينتِ من محن!
فخضتِها فانمحت ، وانزاحتِ الغِيَر

إن الخطوب تزيد المرءَ تجربة
وبعدها يركبُ الهيجا ، فينتصر

فلتخرجي من ظلام التيه أمتنا
حتى نرى التيه فوق الأرض ينتحر

إني أعيذك بالرحمن ، فانطلقي
كيلا يعوقك إرجافٌ ولا خور

ولتجعلي من قدوم العيد ملحمة
مِن هولها زُمَر العادين تَزدجِر

إني أنا العيدُ ، والأفراحُ جائزتي
لمَن يفكر في الماضي ، فيعتبر

بالأمس كنتِ مناراً في الدجى ألقاً
لم المنارُ على الأيام يندثِر؟

يا أمة النور لا تأسَيْ ولا تهني
واستمسكي بالهُدى ليَذهب الخطر

ونصرُكِ اليومَ مَأمولٌ ومرتقَبٌ
إن المليك على ذا النصر مقتدر

© 2024 - موقع الشعر