شجرة الحنين -بمناسبة طوفان الاقصى- - مالكة حبرشيد

شجرة الحنين
تحفظ كتب الأسلاف
تبكي في ثوب الحداد
ما صنعت المقادير
بالمنارات التي انهارت
... عند الأقدام
والتاريخ الذي
فقد قطرة الضوء الباقية
في فراغ الكون
وحدها شجرة الحنين
تضيء المقبرة الخرساء
وضياعنا في الأضابير
تتوسل الليل الطويل
أن يعود بثورة الروح
وبقايا البلد النازح
تمد أغصانها
تفتح أوراقها
لتغير مسارات القلوب
وتعيد النور
لفجر الأفول
 
ها هي شجرة الحنين
تجمع مساءاتنا الحزينة
تمد أقواس الخروب
عل الملحمة تكتمل
في أرض المجد
حيث التناوب للظلمات
لعبث صخور هشة
سرعان ما تفتتها الرياح
يذهب الليل
يجيء الليل
يدهشنا ثمر جموحها
وسفرها الأقوى
في صلاة الذاهبين
ودمع الغائبين
هي ساعد الأرض
وسيف الوجع
الذي يهتز
حاملا أشلاء التاريخ
وزوبعة ما تبقى منا
لأوراقها أجنحة الحجارة
ولنا دمع الرماد
فأيهم يطلق صهيل الحياة ؟
ليكنس عتبات
الأنهار المهجورة
من حسرة الريح
ووقدة الغربة
في أزمنة الردة ؟؟؟؟؟؟
 
شجرة الحنين
جذورها ضاربة
في كل الأزمان
تراها في كل مكان
أنثى من نور
على جسدها تلتف الثعابين
فوق السرة
تاج صمود
وحزام تحد
أبدا ...لا يلين
في عتمة الارض
تبحث عن سر الحياة
في عيون خانت عنفوانها
ومرايا تعكس خارطة
مشروخة لوطن المنفى
ومنفى الوطن
 
شجرة الحنين
ثابتة عند قارعة النسيان
في انتظار الكواكب المسافرة
خلف حقيقة مسروقة
من الأجساد العابرة
نحو الخلد
يفوح منها
عطر المجد الغابر
ألا يعلمون أن الشجر
لايقاس بالأقدام
وأنه مهما اغتيل
ينبعث من رماد الموت
صرخة حبلى
بطلقات الحياة ؟؟؟؟
© 2024 - موقع الشعر