اعتلال الغسق - مالكة حبرشيد

ليس في النهايات ..
بداية مشتهاة
كل الخواتيم ..
كما آخر مشهد
احترقت فيه جان دارك
معقوفة .. على الصليب
لتنيخ الأسطورةُ أحمالها
في حضن الانهيار
تنصب الظلماتُ دهشتها
وتظل الصخرةُ .. على كتف سيزيف
كلما بلغ القمة ..
تدحرجت
يعود .. ليحملها من جديد
تلك عقوبةُ "زيوس " الأبديةُ
يطلع منها السواد .. نشيدا
يهزُّ كل الجهات
انتقاما لآلهة الموت
عند ملتقى السماء بالسراب
نشاغب براءةَ الحلم
في عيون نساء غابرات
سيوفِ رجالٍ ..
يستبسلون توبيخَ المعمدان
في سبيل رقصات ..
تشعلُ الفتنَ
لم تشفع براءةُ سالومي
في إنقاذ يحيي
بل كانت له المقصلةَ
كنا جمهرةً تجيدُ التصفيق
ننظم قصائد التبجيل ..
في ساحات الذبح .. نرددها
على مسمع كاليغولا .. نقرأها
أحلامُ اليسار واجمةٌ
أمام عواصفِ اليمين
محورُ الجسد نقطةٌ حمراءُ داكنةٌ
هي بوصلة الحياة..
وسط هستيريا الكون
الكوابيس .. ليست سهلة الهضم
شُربُ الشِّعرِ لا يساعدُ ..
على ابتلاعها
سماؤنا أنفاقٌ سحيقةٌ ..
للألم الإنساني
وحشةُ اللحظات تتوغل..
في الأجساد العطشى
محملةً بأسرارِ النار
تهاويلَ الاحتراق
بين ضفةٍ ..
ترعى عليها قطعانُ الوجع
وظلالٍ هاربة نحو مصبٍّ مجهول
خطواتُ الغربة ..
لا تبرح الأعماق
الانعتاقُ مكانٌ تحتيٌّ ..
يخفيه النزيفُ....هناك
حيث تدورُ صحائفُ الفصول
بعد قليل ..
ترحلُ الذاكرة
يضحكُ الرماد
ينسى الجميعُ كلَّ شيء :
جان دارك
صخرةَ سيزيف
جدارَ برلين
عددَ الغرقى عند مثلث برمودا
على صفحة التعايش والتسامح
تنفتحُ الظهيرةُ
تنسانا القصائدُ ..
التي ابتلينا بها
و هي بأوجاعنا تتعكّزُ
وحده الحزنُ ..
سيبقى حاضرا ..
بين حنايا أجساد ..
لا نعرفها إلا بقدر ما..
تتلقى من طعنات ..
ما تتقيأ من صباحات كاملة ..
أمسيات مخمّرة .. في جرار الانهيار
كلما اهتز رصاصُ الوعي
انطلق زئيرُ الموت
يترصّدُ الأحلام ..
في أزقة الشرايين .. يختفي
رافضا الخروجَ في تباريح الكلمة
هذي أصواتنا..
مثقلةٌ بالغيم
وثمارِ حلمٍ إلهيٍّ
لا تسّاقط مهما .. هززنا الجذع
يشدّها زمنٌ يطاردنا
يهزمنا .. كما اعتلال الغسق
كما انتحار الشمس ..
في زرقة البحر ..
لتعلن خيبتها الكبيرة
في قدرتنا ..
على صياغة ثورة عذراء
تحطم أوثان الناس ..
وتكون السجدة ..
خالصة لله
© 2024 - موقع الشعر