حضرتْ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الغزل والوصف، 17، آخر تحديث

حضرتْ - عمر صميدع مزيد

حضَرتْ فانحنَى لها غصنٌ مُتشوِّقُ
واكتمل ضِياءُ جفنها وهو مُطوَّقُ
 
وتبسَّمتْ فسطع منها عقيقٌ أزرَقُ
كأنَّهُ عِقْدٌ من خيطٍ صباحهُ مُشرِقُ
 
وأخذتْ تهمسُ فتخيَّلتُ همسهَا
مثلُ الَّذي يُخاطِبُ صنماً لا ينطِقُ
 
ورَمتْ بالنِّبالِ من جُعبةِ لحظِهَا
كمثلِ رامِ السِّهامِ قنصهُ مُتفوِّقُ
 
رقيقةٌ كالأملُودِ لو لانت عِظامُهَا
تخشَى عليها من مُكفَهِرٍّ أخرَقُ
 
في يدِهَا شُعلةٌ من مارِجٍ نارهَا
وفي خدِّهَا ماءُ الشَّبابِ مُرقرقُ
 
حلمٌ قُربهَا لكنَّكَ تخشَى ثورانهَا
كحممِ البُركانِ إن بلغتهُ يحرِقُ
 
لا يخلو خدرهَا من طائِفٍ أحبَّهَا
كالكعبةِ في حرمِ الفُؤادِ يخفِقُ
 
نِلتُ الفصاحة منها فبنيتُ أبياتهَا
بحبرِ الدَّمعِ والدمِ وكلاهُما مُخلَّقُ
 
فصدح القلمُ فرِحاً عند ذِكرهَا
ورقص الورقُ مع الهوا يُصفِّقُ
 
سبقتُ عصر العاشقينَ في حبِّهَا
وبين الأخِرِين أنا الأخيرُ الأسبقُ
 
ما كنتُ أعلمُ أنِّي سأصبحُ عبدهَا
أو أكون ذاكَ الرِّقُ الذي لا يُعتَقُ
 
فغُضَّ طرفُكَ إن تقاذفَ موجهَا
فمن يعومُ فيها لا يعودُ ويغرقُ
 
فهي آيةٌ من الحُسنِ تٌؤمِنُ بهَا
وتُكفِّرُ كل من يراهَا ولا يعشقُ
 
✍ أبوفراس / عمر الصميدعي
3 اكتوبر 2023
مراجعة الأستاذة الفاضلة :
⚘ نزهة ابراهيم عبدالرحمن ⚘
© 2024 - موقع الشعر