قـــصـــيـــدة ايــــهــــا الـــشـــاعـــر اغـــــضـــب - دكار مجدولين

قصيدة ايها الشاعر اغضب
...............................................

دكار مجدولين
.................................................

أيها الشاعر مالك تحيد عن الدرب المحب فتشحب
فاتبع الدرب لعله يوصلك لحياة هنية فلا تتعب؟

ودع الأمل في يدك فشعلته قمر مدثر بين السحب
فاستجب له فضيائه لشعرك كريح الغرب يلعب؟

فالقمر من شعورك قد غار فلم يتركك تذهب
وغرز بصدرك شعاع الذنب فله انت لا تستجب؟

فأما علمت ان المحب بك في نفسه قد تقلب
فهوى الحب أن يفعل ما فعل به الرب فيستجب؟

فمالك صرت عاشقا لحبيب وهو منك قد هرب
تركك وحيدا تنتظر على المشجب كغريب تغرب؟

وحدك بلا رفيق يعينك على المصائب فتصب
لما جعلت أشيائك تغتصب وجعلت العمر ينتهب ؟

وجعلت نفسك تصاب بنار حارقة كالشهب تلتهب
أما آن أن تغضب وتجعل الحبيب فيك يضطرب؟

فيعطيك من دمع السحب ماء عذب فبه تلعب
فاغضب يا شاعري وكن السبب في جعله تنتسب؟

في رفض إذلال الحب الذي رغب بجعلك محتجب
وجعل نارك كالحطب وفي قلبك كالثلج فلا تغضب؟

فلتغضب لعل حياتك بالجمر لا تنتهي فتنتهب
فمشاعري بالقرب منك أثمرت فلا تدعها تعقب؟

لا تدعها تجن فنصري لن يكون مسؤولا فينتسب
فاغضب لعل الحياة معك في روح الشعر لا تغتصب؟

فتستعيد حبي وذاتك التي هنا كوجه المحب تشحب
فقم بدورة من إلى قلبك المعذب قد غرب؟

لتصير دون حيائك تضطرب فتنقلب فاغضب
لعل غضبك يكون رقيبا على مشاعرنا فيكتئب ؟

ويدعنا على درب الجمر نوابا فننكسر ثم ننتخب
فاسمع مني يا شاعري وادعي الرب ليستجب؟

فأنت القريب والبعيد عن ما طاب فإليه ثب
فلعل ثوبتك تكن سبب في عزل من عطب؟

فاغضب لعل مرارتك من الحياة تغضب فتنسحب
وتدعك بحياتك الحلوة تتجمل وتكتمل فتصب؟

فحب الحبيب نار توقظها مشاعرك التي تستجب
فاغضب لعل علمك بالفراق حجابا فينسحب؟

ويكون الوداع شرا فإلى الوداع لا تستجب
فأنت الموج الذي تاه عن صفحة البحر المعذب؟

© 2024 - موقع الشعر