مغامرات عنترة - عبدالناصر عليوي العبيدي

لَمْ أَكُنْ عَنْتَرَةَ الْعَبْسِيِّ . لا لا
فِي مَيَادِينِ الْوَغَى صَالَ وجَالا
**
أو عَدِيًّا لِكُلَيبٍ ثَائِرًا
يَرْكَبُ الْجُرْدَ و يَغْتَالُ الرِّجَالَا
**
لَمْ أَكُنْ يَوْمَاً كَقَيْسٍ فِي الهَوَى
فِي هَوَى لَيلَاهُ قَدْ مَاتَ اعْتِلَالَا
**
أو جَمِيلٍ يَشْتَكِي فَرْطَ الجَوَى
نَظَمَ الأَشْعَارَ فِي الْحُبِّ وقَالَا
**
لَسْتُ عَمْرًا عَاشِقًا نَزْوَاتِهِ
يَدَّعِي الحُبَّ ويَحتَالُ احتِيَالَا
**
إنَّمَا شَخْصٌ رَزِينٌ عَاقِلٌ
بَينَ كُلِّ النَاسِ قَدْ بَاتَ مِثَالَا
**
فَتَغَيَّرْتُ كَثِيرًا بَعْدَمَا
حُبُّكِ الْمَجْنُونُ قَدْ أرْخَى الْحِباَلَا
**
مَاعَرَفْتُ الْخَوْفَ يَومًا بَعْدَهُ
كُلُّ مَاكَانَ مِن العَادَاتِ زَالَا
**
شَادِنٌ فِي الحُسْنِ فَوْرًا صَادَنِي
وأنَا مَنْ كَانَ يَصْطَادُ الْغَزَالَا
**
نَظْرَةٌ مِنْهُ اسْتَبَاحَتْ أضْلُعِي
مِثْلَمَا نَيْرُوْنَ تَحْتَلُّ احْتِلَالَا
**
ورُبُوعِي لِهَوَاهَا اسْتَسْلَمَتْ
بَعْدَمَا نَالَتْ سِهَامًا ونِصَالَا
**
شَرَرٌ مِنْ زَنْدِهَا اجْتَازَ المَدَى
فَإِذَا بِالنَّارِ تَزْدَادُ اشْتِعَالَا
**
قَلَبَتْ كُلَّ كَيَانِيْ فَجْأَةً
مُذْ هَوَاهَا القَلْبُ فَالمِيزَانُ مَالَا
**
ثَورَةُ العِصْيَانِ فَارَتْ فِي دَمِي
جَعَلَتْنِي مَارِدًا يَهْوَى النِّزَالَا
**
فَيَجُوبُ الأَرْضَ فِي تَجْوَالِهِ
يَطْرُقُ البَيْدَاءَ أو يَرْقَى الجِّبَالَا
**
يَجْمَعُ النَّجْمَ كَقَطْرَاتِ النَّدَى
يَنْسِجُ الغَيمَاتَ مِنْ أَجْلِكِ شَالَا
**
ذَاهِبًا خَلْفَ مَجَاهِيلِ المَدَى
لِحَدُوْدٍ أَعْيَتِ الجِّنَّ نَوَالَا
**
بَاتَ كالشّجْعَانِ يَمْضِي للْوَغَى
يُثْخِنُ الْفُرْسَانَ ضَرْبَاً وَقِتَالَا
**
لايَهَابُ المَوْتَ فِي أفْعَالِهِ
هَمَّهُ الأسْمَى بِأَنْ يَلْقَى وِصَالَا
**
إنْ سَطَا يَوْمًاعَلَى عَرْشِ الْهَوَى
يُصْبِحُ الْنَّزْعُ مِن العَرْشِ مُحَالَا
© 2024 - موقع الشعر