فصيح(المنُّ والسلوى)

لـ أحمد بن محمد حنّان، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

فصيح(المنُّ والسلوى) - أحمد بن محمد حنّان

شفتانِ من ثلجٍ يُلوِّنها اللَّمى
ذابتْ بثغري بين شوقٍ قَدْ همَا

طابتْ كما مَنِّ اليهودِ بطورِهِمْ
وطغتْ كما السلوى تُطالبني فمَا

والوجنتانِ تكلمتْ من غَيرةٍ
قالتْ ألستُ من الغمامِ وما ومى

لولايَ لم تدْرِ الثلوجَ ولينَها
لولايَ ذقتَ من الحلاوةِ علْقمَا

أين النصيبُ إذا اِبتليتُ بجفوةٍ
أشكوكَ ربي إنْ غُشيتَ من العمى

والعينُ زادتْ كم شقِيتُ بليلتي
والدمعُ يَسقطُ من مشارفِنا دمَا

أنسيتَ كم طيفٍ لوصلِكَ زارني
ومخيلةٌ جادتْ وقلبٌ سلَّمَا

لولايَ ما شوقٌ ظَفِرتَ بقبلَةٍ
لولايَ كنتَ على مباسمَ من دُمَى

اِبيضتِ العينانِ والكحْلُ اِختفى
ياجاحدًا أشكوكَ ليلا مُظلِمَا

والنحرُ أنشدَ في سرورِكَ غايتي
لا لن ألومَكَ إِذْ ذكرتُ الأنعمَا

نهدٌ تكعَّبَ والزبيبُ بغفلةٍ
ثم استفاقَ بسكرةٍ ممَّا نمَا

قال اِرجعوهُ فقد تعتَّقَ مشربي
وغدوتُ في صبحي أشاهدُ أنجُمَا

ستجئُ تسبقُكَ الأناملُ خلسةً
وتجرَّ عينًا في المجئِ ومبسمَا

لا تدَّعِ الصُّدفَ البريئةَ حينها
قدرٌ يسيِّرني لأبدُوَ مجرما

ستعُودُها فالشوقُ نارٌ من لظى
وتمرُّ حتمًا من طريقي مرغَمَا

20/5/2023
© 2024 - موقع الشعر