غـــابَ الـضـمـيرُ - عبدالناصر عليوي العبيدي

غابَ الضميرُ فعربدَ الانسانُ
واِسْتَفْحَلَ الْجَبَرُوتُ وَالطُّغْيَانُ

فأَحَلَّ كُلَّ مقدّسٍ ومحرّمٍ
وأَتَى بِمَا قَدْ يَعْجَزُ الشَّيْطَانُ

غدتِ الحياةُ كأننا في غابةٍ
ولِكُلِّ فَرْدٍ فِي الْوَرَى مِيزَانٌ

وَغَدَا النِّفَاقُ فَرِيضَةً في ديننا
من غيره لايكملُ الْإيمَانُ

السِّجْنُ مثوًى للّصُوصِ وَإِنَّمَا
اللِّصُّ فِي أيامنا سَجَّانُ

فَهُوَ الَّذِي يُفْتِي وَيَحْكُمُ في الورى
وَهُوَ الْمُقَدَّرُ وَالْعَظِيمُ الشَّأْنُ

وَلَهُ الْمَنَابِرِ يَعْتَلِيهَا وَاعِظًا
يرمي السمومَ كأنَّهُ الثغبانُ

فمتى الثَّعَالِبُ لِلدَّجَاجِ أَمينَةً
وبقربها قد تأنسُ الصيصانُ

والذئبُ يرعى بالنعاجِ على الذرى
أبِعَدْلِ ذِئْبٍ تَطْمَحُ الْخِرْفَانُ

شَرُّ الْبَلِيَّةِ حِينَ تُضْحِكُ مكرهاً
وَالصَّدْرُ تَمْلَأُ قَلْبَهُ الْأحْزَانُ

لاخَيْرَ يَُرجى والنّفُوسُ مريضةٌ
فَالْخَيْرُ يَأْتِي إِنْ سَمَا الْإِنْسَانُ

© 2024 - موقع الشعر