عطر تسلل للفراش

لـ سيد محمد عبدالرازق، ، في الغزل والوصف، 5، آخر تحديث

عطر تسلل للفراش - سيد محمد عبدالرازق

هذا فؤادِي نَائِمٌ بِفِرَاشِهِ
عطرٌ تسلَّلَ للفِرَاشِ وقبَّلَهْ
 
وأشارَ لِلْيَمِّ البعيدِ فجاءَه
وبموجةِ التَّحنانِ قامَ لِيغسِلَهْ
 
وانسلَّ في عَجَلٍ لتبدوَ خلفَهُ
مثل الحقيقةِ فِتنةٌ مُتَسَرْبِلَة
 
أَوَ أنتِ ... ؟ قالتْ لا تسلْ، أولَا ترَى
كمْ فرَّقَ الأحبابَ طرحُ الأسئِلَة
 
إنْ كنتُ معجزةً سألتَ حدوثَها
أذُنُ السَّمَاءِ على مسافَةِ أَنمُلَة
 
أو ربَّما رؤيَا إذا عبَّرتَها
يَنْفكُّ سجنُ القلبِّ ممَّا أثقلَهْ
 
أو ربَّما لَا شيءَ أعطَى نكهةَ ال
إِيهَامِ للتأويلِ حتَّى أثملَهْ
 
هَل فتنةُ الأسماءِ في دَمِ آدمٍ
صَرَفَتْهُ عنْ معنَى الجمالِ فأغْفَلَهْ؟
 
لا تُرهقِ اللحظاتِ خلفَ حقيقتِي
سحرُ الحقيقَةِ أنْ تَظَلَّ مُؤَجَّلَة
 
هذا الخَيالُ الفذُّ يمنَحُ عُمرَنَا
نبضَ التأمُّلِ، والحقيقةُ مِقصَلَة
 
فامنحْهُ نافذةً لِيُبرِئَ بالرؤَى
رَمَدَ الستائِرِ إذْ جفونُك مُسدَلَة
 
عُمْرُ البريَّةِ توبتَانِ ونزوةٌ
إِنْ لمْ يعِشْهَا المرءُ ضيَّعَ أجمَلَهْ
 
والبُعدُ يورِثُنَا الحنينَ – تَحَسُّرًا -
كثِيَابِ عُرسٍ في خِزَانَةِ أرمَلَة
 
إنِّي لأرجُو أنْ يطولَ لقاؤُنا
لِنرَى القيامَةَ خُطوةً متعَجِّلَة
 
وتعيدُ دورتَها الحياةُ كجَنَّةٍ
عذراءَ لا شيطانَ كي تتحمَّلَهْ
 
وتصيرُ حاءُ الحُبِّ طينةَ خلقِنا
وتصيرُ باءُ الحبِّ روحَ البسمَلَة
 
في شهقَةِ الأورَاقِ خوفَ خِصَافِهَا
نَدَعُ الخطيئَةَ كيْ تموتَ مُكَبَّلَة
 
يفتضُّ سرَّ الوردِ ظِلُّ فراشَةٍ
أَلَنَا سؤالُ الوردِ عمَّا أخجَلَهْ
 
وَيْلِي، يزيِّنُ لِي الخيالُ شَرَابَهُ
فأُرتبُّ الدُّنيَا كحَبِّ السنبُلَة
 
حمقاءُ أدرِي ... لا... لعلَّ حماقَتِي
نَحَتَتْ جمالَ الحلمِ كَي تتأمَّلَهْ
 
أو ربَّمَا وَلَدَ الجنونُ طبيعَتِي
مَنْ قالَ إِنَّ جنونَنا لا نسلَ لَهْ؟
 
لا ذنبَ للرؤيَاففتنةُ مَنْ رأَى
أن يشتَهي حُلمًا وأنْ يتأوَّلَهْ
 
أو ربَّمَا أنا لسْتُ حلمًا ضُمَّنِي
فَالتِّيهُ يقطعُهُ يقينُ البَوصَلَة
 
فَهَمَمْتُ كانَ الصبحُ يحشُو شمسَهُ
وشعاعُها رصدَ المساءَ لِيقتلَهْ
© 2024 - موقع الشعر