ابتسامة النور - عبدالله سليمان السيد

مِنْ بَسْمَةِ النُّوْرِ جَاءَتْ سُوْرَةُ العَلَقِ
والغَارُ أَشْرَقَ لِلْآفَاقِ ... فِي الغَسَقِ

يَسْتَنْفِرُ الشَّمْسَ مِنْ غِمْدِ الحَيَاةِ ... غَدًا
لِلْأَرْضِ كَي تُوْرِقَ الأَشْجَارُ بالعَبَقِ

والرِّيْحُ ألقَتْ عَلَى الأَيَّامِ فَرْحَتَهَا
تَحْكِي الغَمَامَ بِصَوتِ الوَابِلِ الوَدِقِ

والطَّلُّ لِلوَرْدِ يَهْمِي فِي أَمَانِيِهِ
بِشْراً… ويَهْطِلُ عِطْرَاً مِنْ شَذَا الْأُفُقِ

يُعَانِقُ البَابَ ... طَرْقُ النُّوْرِ في يَدِهِ
وهَاتِفُ الوَحْيِ مِنْ عَيْنَيْهِ والحَدَقِ

والقَلبُ آيٌ بِهِ الآمَالُ قَدْ نَبَتَتْ
والنَّبْضُ يَرْقَى إلى الْأَجْفَانِ مِنْ قَلَقِ

والرُّوحُ صُبْحٌ وفي الْأَوجَانِ مَشْرِقُهُ
يَسْقِي الهَواجِرَ ... يَرْوِي سَاعَةَ الغَبَقِ

قَدْ زَمَّلَتْهُ أَيَادِي الحُبِّ … وارْتَعَدَتْ
أَيْدِي الضَّلَالَةِ فِي أَحْضَانِ مُحْتَرِقِ

والهَمْسُ يَسْري على الأشْوَاقِ مُتَشِحًا
سَمْتَ النَّوَايَا وآتٍ مِنْ رُؤى الألَقِ

( اقْرَأْ ) تُسَافِرُ والأحْلامُ تَتْبَعُهَا
في وِجْهَةٍ مِنْ هُدَى العَلَّامِ لِلطُّرُقِ

سَارَ النَّبِيُّ وُصَوتُ المُتْعَبينَ … لَهُ
وصْلٌ عَلَى ضِفَّةِ الآهَاتِ مِنْ رَهَقِ

يَتْلُو التَّسَابِيْحَ ... بَوْحٌ فِيْهِ آيتُهُ
والصَّمْتُ يَلوي إليْهِ الرَّأسَ بالعُنُقِ

جَاءَ البَشِيْرُ وفي كَفَّيْهِ مُهْجَتُهُ
شَفَّافةٌ ... مِنْ سَنَا الجَنَّاتِ بالخُلُقِ

في صُوْرَةٍ أَتْمَمَ الخَلَّاقُ حُلَّتَهَا
وجْهَاً وجَاهَاً يَفُوْقُ الوَصْفَ في الوَرَقِ

نُوْرٌ … ويَنْبُتُ فِي الظَّلْمَاءِ لو جَدَبَتْ
يَنْشَقُ يَسْبِقُ وقْعَ الصَّوْتِ بِالسَّبَقِ

نَهْرٌ … وسَالَ يُعِيْدُ الأَرْضَ مُزْهِرَةً
في عُمْقِهِ ذَابَت الأصْفَادُ من غَرَقِ

مُحَمَّدٌ بَهْجَةُ الأكْوَانِ بَسْمَتُهَا
أَلْقَى إِلَيْهَا سَلَامَ اللَّهِ ...أَنْ أَفِقِ

والكَائِنَاتُ عَلَى الطُّرُقَاتِ تَعْرفُهُ
رفقًا... يَسيرُ عَلَى الْأَقدامِ في شَفَقِ

حَنَّتْ إليْهِ جُذُوعُ النَّخْلِ وانْتَحَبَتْ
حِيْنَ الفُرَاقِ فَلَمْ تَصْبِرْ ولَمْ تُطِقِ

والصَّخْرُ رَقَّ سَلَامَاً حِيْنَ رُؤيَتِهِ
والمَاءُ ظَلَّ مِنَ الكَفَّيْنِ في طَفَقِ

حَتَّى الدَّوَابُ رَأَتْهُ العَدْلَ فانْتَصَفَتْ
بالدَّمْعِ تَشْكُو إلَيْهِ الظُلْمَ في حَنَقِ

والذِّئْبُ أَنْكَرَ في البَيْدَاءِ فِطْرَتَهُ
يَسْتَنْطِقُ البَهْمَ يَنْسَى لَحْظَةَ الشَّبَقِ

سِرُّ النُّبُوَّةِ قَلْبٌ نَاصِعٌ كضُحَى
أَهْدَى إِلى كُلِّ قَلْبٍ نَفْحَةَ الفَلَقِ

ضَمَّتْ نَوَايَاهُ أَسْرَابَ الفَضَائِلِ إِذْ
أَجْرَى عَلَى المَتْنِ حَقًّا غَيْرَ مُخْتَلَقِ

مِن حَيْثُمَا جَاءَ ... بِاسْمِ اللهِ تَحْمِلُهُ
تِحْنَانُ كَفَّيْن مِنْ نهْجٍ على النَّسَقِ

ألقَى عَلَى صَارِي الْأَيَّامِ أَشْرِعَةً
مِنْ نَسْجِ ضَوْأَيْنِ ... أَسْبَابًا لِمُفْتَرَقِ

يَاسَيِّدَ الخَلْقِ يَا سُقْيَا عَلَى ظَمَأٍ
لِلْمُؤْمِنِيْنَ بِيَوْمِ الكَرْبِ والعَرَقِ

أَنْتَ الحَبِيْبُ وهَذَا الحُبُّ قِبْلَتُنَا
قَدْ أَمَّهُ القَلْبُ وسْنَانَاً وفي الْأرَقِ

صَلَّتْ لحُبِّكَ أَيْدِينَا عَلَى أمَلٍ
تَتْرَى عَلَى وِرْدِهَا الْأحْلامُ كَالغَدَقِ

والقَصْدُ صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا صَدَحَتْ
بالنُّوْرِ شَمْسٌ وجَاءَتْ ضِحْكَةُ الشَّفَقِ

© 2024 - موقع الشعر