الحيدة في مدح أبي عُبيدة - أحمد علي سليمان

يا(عامرُ) يا لحن حياتي
يا شمساً تُشرقُ في ذاتي

سِيرتك العذبة مدرسة
تحوي مَذخور النفحات

كالطير يُغرّد يُطربنا
طرباً مُبتشرَ النغمات

يا كَفاً مُدّتْ لغريق
وله ألقتْ طوق نجاة

وقريشُ بكم فخرتْ زمناً
بمناقبَ عَزتْ وسِمات

والأم (أميمة) كم سعِدتْ
بابن هو من خير تُقاة

أسلمتِ الأمّ ، وذا شرفٌ
مَن تعدلها في الأمّات؟

وكذا أسلمَ (عامرُ) طوعاً
والقلبُ شدا بالإخبات

وأميناً صار لأمته
وغدا يروي بين رواة

وغدا صِنديداً في بدر
يسقي الصرعى كأسَ ممات

هو قتلَ أباه بلا خوَر
إذ حاربَ في جيش عِداة

وهنالك في (أحُدٍ) أبلى
خيرَ بلاءٍ دون شكاة

وحمى (أحمدَ) مِن شرذمةٍ
هم شرُ أناس وعُتاة

وانتزعَ الحَلقة مُفتدياً
فغدا أهتمَ بعد غزاة

وأتى (نجرانَ) يُعَلم مَن
سألوا (أحمد) خيرَ دعاة

وإلى (البحرين) مضى قدُماً
بالأمر يُنفذ بأناة

وأتى بالجزية تقدُمه
بالخير أتى ذاك الآتي

والقومُ بمَقدمه سُرّوا
إذ جاء بأرجى الخيرات

بُشّرَ بالجنة في مَلأ
إذ جاهدَ حقاً بثبات

لم يتخلفْ عن معركةٍ
لم يعبأ يوماً بطغاة

والشام أبى أن يبرحها
لوباءٍ يُؤذن بوفاة

لو خُيّرَ (عمواسُ) تخلى
ولأبدلَ مَوتاً بحياة

ذهب الطاعونُ بسيدنا
والسيدُ واجهَ بثبات

والروحُ هنالك قد فاضت
والدفنُ جرى بعد صلاة

يا رب تقبّلهُ شهيداً
واجعلْ مَثواه الجنات

© 2024 - موقع الشعر