عَازِف النَاي - ناصر الشفيري

يَا اللّي بَكَت عَيْنَك مَع عَازِف النَاي
قَبْلَك بَكَت عَيْنِي لِصَوْت الرَّبَابه

وهدتني ظْروفي مِن اقصاي لقصاي
وَمَا كُنْت اشوف الأَرْض فِيهَا رحَابه

وَلاني جعلت الصَّبْر زَادِي ومبداي
أوْزَع البسمه لَو الهَمّ غَابه

وَلاني حَلِيم أَحْسَنْت ظَنِّي بمولاي
وَرَبِّي رَزَقَنِي دعوةٍ مُسْتَجَابه

وتهاوت الدّنْيَا عليّ تُطْلَب ارضاي
مِنْ فَضْل رَبِّي ثم وَصَل القَرَابه

حَتَّى اصدقاي البَارِحَه كَانوا اعداي
وَلاني دَفَعْت الطِيْب جوني نَقَابه

ما فيه سُوق إلَّا ببايع وشراي
وَلَا كُلّ سِلْعه تَحْت حُكْم الرَّقَّابه

مكانتك تَرَخَّص بكثر الترجاي
وَالنَّفْس عِزَّتها تَزيدك مَهَابه

وَلَا تَصْحَب اللّي كُلّ سَاعَه مَعَه رَاي
عشان عَقْلِك مَا يَضيّع صوابه

وَمَالك عَلَى بَعْض القَضَايَا تحراي
عشان مَا تقرب حُقُوق العِصَابه

وَلَا تَحْكُم إلَّا بَعْد صَبَر وْترواي
ظُلْم القَضَا نِصْفُه فَسَاد النِّيَابه

نجاتك أَسْهَل شَيّ مِنْ شَرْبه الماي
اسْتَغْفَر اللّي مَنْ يَخَاف اللتجى بِه

وَتَدْرِي وَش أَعْظَم مِنْ كَرَم حَاتم الطاي
يَوْم الغلابه تَسْتَضِيف الغلابه

ومَا رَاح خَله وَاغْتَنِم عُمرِك الجاي
( وَإِنْ لَمْ تَكُنْ ذيبٍ كلتك الذيابه )

© 2024 - موقع الشعر