رسالة إلى الموتى - لطفي بن قاسم القالي

طلبتك حلالا
وطلبك حراما
ومن نالك حراما
لن يطلبك حلالا
تذكري كلامي
وقولي هرطقتي
أنت كنت لي مريم
وكنت له غرفة فندق
قابلة للإيجار
مفتاحك معه
وغرورك معي
لست نادما
على مشاعر صادقة
ولا على كلمات الهوى
المطروحة في فرنك الحارق
لعبت دور عنترة
وطعنتي فؤادي بخنجرك
لكن تذكري كلامي
وافقهي قولي
من نالك حراما
لن يطلبك حلالا
من شم رحيقك
لن يعاود الكرة
من تمتع بك
مل منك
أما أنا سحابة عابرة
نظرت إليك بعين الجمال
وأمطرتك بالحب
واثلجت روحك بالعشق
وعصفت حياتك بالخير
ورحلت سحابتي عنك
تاركة إياك وسط كبريائك
تمارسين العفاف معي
والسخاء مع غيري
فأنا القاصد الباب أطرد
والقاصد النوافذ يرحب
أي دين اخترعت
أي آية عوضت النافذة بالباب
أي كتدرائية قصدت
أي ديانة نسجت
وجهك جميل
قلبك قبيح
فؤاد العانسات تملكك
وحب الدنيا حيرك
عينك غيمة
تمطر مطرا مزمنا
سرك قبر كريه الرائحة
عالمك مقهى باريسي
أنا زبونك المخلص
وأنت نادلتي
بخيلة الابتسامة معي
وكريمة مع الغرباء
قهوتك مرة في فمي
وحلوة في فم غيري
تمثلين دور الرواسي في حضوري
وتتقنين الانبطاح في غيابي
لسانك يصير روسي
كلما خاطبني
ويمسي نايا مع غيري
كلامك معي صقيل
ويطرب الغريب
أحسبك عجوزا في حضرتي
وأراك ساندريلا في غيبتي
البارحة ألفت لك ثلاثة قصائد
واحدة مزقتها
والثانية مزقتها
والثالثة كذلك
وكتبت جملة واحدة لك
ختمت بها هيامي بك
من نالك حراما
لن يطلبك حلالا
تذكري جملتي
عندما تنزل دمعتك
عندها فقط
ستعرفين صدق هيامي
وستذوقين طعم الخذلان
الذي خذلتني
هذه هي جملتي
هذه هي آخر كلماتي
© 2024 - موقع الشعر