قهرَ الدبابةَ والمدفَعْ

لـ عبدالناصر عليوي العبيدي، ، في الوطنيات، آخر تحديث

قهرَ الدبابةَ والمدفَعْ - عبدالناصر عليوي العبيدي

شعبٌ كالماردِ لا يَخنعْ
ولغيرِ البارئِ لم يركعْ

قهرَ الطغيانَ بثورتِه
قهرَ الدبابةَ والمدفَعْ

أحثالةُ قومٍ تُخْضِعهُ؟
ولغيرِ الخالقِ لم يخضَعْ؟

قد قدّمَ آلافَ الشُّهدا
وألوفاً أقسمَ أنْ يدفَعْ

يفنى ويموتُ لعزّتِه
وبغيرِ العزّةِ لا يقنعْ

همْ كالزيتونِ بها،غرْسٌ
وجذورٌ تأبى أن تُقلعْ

إن ضحَّوْا يوماً في غرسٍ
لا بدَّ لآلافٍ تزرعْ

شعبٌ لنْ يَخشى مغتصباً
لم يرحمْ أطفالًا رضّعْ

نذلٌ وجبانٌ صهيونٌ
وبخسّته كان الأبشعْ

رشّاشًا يحملُ في يدِه
من حجرٍ من طفلٍ يجزعْ

ونساءُ فلسطينَ انتفضتْ
كصقورٍ منها قد يفزعْ

لولا الطغيان يسانده
ورموزُ الظّلمِ له تتبعْ

لم يحلمْ يوماً أو يأملْ
في أرضِ فلسطينٍ يقبعْ

ولولّى مهزومًا يبكي
ولهيبُ النّارِ به يلسعْ

القدسُ تنادي معتصماً
وصلاحَ الدين، ألا فاسمعْ

فتراه يُعِدُّ لنجدتِها
وتظنُّ لنصرتِها أزْمَعْ

لكنَّ القائدَ مشغولٌ
بأمورٍ أعظم أو أنفعْ

بالأمسِ يكرّمُ راقصةً
بوسامٍ من ذهبٍ يلمعْ

واليومَ استنفرَ في جيشٍ
مذْ جاءَ الحكمَ هو الأوسعْ

ليؤدبَ شعباً غدّارا
في عرشِ الحكمِ له مطمعْ

كي يتركَ أرضاً يملُكها
قد غطرسَ فيها واستمتعْ

فهناك مؤامرةٌ كبرى
وعليها العالمُ قد أجمعْ

فالويلُ الويلُ لهم أبداً
والرحمةُ ماعادتْ تنفعْ

ماغيرُ الأخرسِ قد ينجو
والفوزُ لرأسٍ لم تُقطعْ

من رامَ العَيشَ بمملكتي
أعمى لا ينْطق لا يسمعْ

فلْيعملْ دوماً لنْ يحظى
في خبزٍ يأكلُ أو يشبعْ

لا حربَ اليومَ وصهيوناً
حربُ الأذنابِ هي الأنجعْ

عجبًا من ذيلٍ معْوجّ
للذلّةِ قد كانَ المنبعْ

يهتزُّ بحضرةِ صاحبهِ
يهتزّ كثيراً لا يهجعْ

كي يرضى عنه مُشغّلُه
فيزيدَُ الدعمَ ولا يقطعْ

لم يفلحْ في شيءٍ أبداً
لكن في الخسّةِ قد أبدعْ

حشراتٌ تشربُ من دمنا
وبلادٌ صارتْ مستنقعْ

قد باتَ الحقُ لعاهرةٍ
في حضنِ العهرِ لها مخدعْ

أن تعطيَ صكاً في شرفٍ
أو تحجبَ شمسًا بالإصبع

قد أضحى مجدُ عروبتنا
ويلاه لأوغادٍ مرتعْ

© 2024 - موقع الشعر