فصيح(مدائنٌ من خلوتي) - أحمد بن محمد حنّان

وكتبتُ أجزاءَ الهوى وفصولَ كلِّ روايتي
بين الرموشِ ورفِّها والكحلِ في لحظِ العيونْ

وشفاهِهَا ومفاتنٍ ومدائنٍ من خَلْوتي
ومشاعرٍ غنَّتْ لها أطيارُ غُصنِ الزيزفونْ

خَلَّدتُها تلك التي تأتي بكلِّ غِوايةٍ
حتى تشمَّ بدفتري من طيبِها عطرَ الجنونْ

ومشَطتُ فيها كلَّ عيبٍ ظاهرٍ بأناملي
حتى تَقَدَّسَ عيبُها جهرًا ليفتِكَ بالظنونْ

حُوريَّةٌ من جنةِ الدنيا تعيشُ بمعصمي
تقتاتُ مني ساعتي كيلا تُعَنِّفُني السُنونْ

ويخيفُها صدْقي وصمتي في الوصال وفي الجفا
ويروقُها قُولِي لأحزاني ويغريها المُجونْ

تِلكَ التي لا تستوي إلا بعرشِ مَخِيلتي
وهي التي لجوارحِي صَخَبٌ تعلَّقَ بالسكونْ

كَمْ آنستني في ليالٍ نورُها من عَتمتي
كمْ خَيَّلَتْ من سحرِهَا طيفًا وكأسًا من فتونْ

أسطورةٌ تحيا بعمقِ ملامحي ومسامِهَا
وكأنَّها حُزْني أنا لولا اِختلافاتِ السُّجونْ

كيف الحياةُ بدونِها سَتسُرُّني يامقلتي
وأنا أُعرِّضُ مُهجتي في كلِّ يومٍ للمنونْ

حتما سأصبح مقفرا وجنائني في دَاخِلِي
عتبٌ وحبٌّ واشتياقٌ قد تدثَّرتِ الشجونْ

24/1/2023
© 2024 - موقع الشعر