السنبلة - عبدالستار العبروقي

عندما كنت سنبله
بسفوح الجبال
و كانت خطاك بذورا
و عطرك همس الربى و الحقول
بعينيك كانت تنام السماء
و على كتفيك ترف الكروم
و يهمي المساء
 
كنت انشودة الزارعين
من البحر كانت
تؤوب إليك الطيور
محملة بالشذا و الوعود
فتباهجين
و ترتشفين رحيق الجداول
حتى الثمالة
حتى اخضرار المدى
ثم تستسلمين لدفء الفصول
كقبرة عاشقة
 
كانت الشمس تأتيك صبحا بفاكهة من عصارة اشواقها
يتلوى الندى لاىءذا بالغيوم
هسيسا خفي الخطى
كي تدس ذكاء بكفيك
ما خباته الدراري باهدابها
 
عندما كنت سنبلة يانعد
كنت تتكىءين عل الريح
تستنشقين العصور
و تستمعين لقصة يوسف
و السنبلات و كيد النساء
تستفيق باعماقك الكلمات
يداهمك الشوق و الذكريات
فتنهمرين بكاء.
 
كانت الأرض معطاء معطاء
و الحلم أخضر كان
عذراء كنت بحضن البراءة
ترتجفين اشتياقا ليوم اللقاء
 
كنت طفلا صغيرا يحب الجبال
و كنت الصبا و الجمال
عدونا معا تحت ظل الفصول
إلى شاطئ و وعود
إلى بيدر
تو جتك القلوب على عرشه الذهبي ملاكا
ولكنك اليوم تهت وضاعت خطاك
تنكرت العاشقين
و ما عدت تستمعين
لقصة يوسف و السنبلات
و كيد النساء
 
1992 ديوان براعم الشوق
ملاحظة ذكاء هي الشمس
رفع الذاء

مناسبة القصيدة

الايام الشعرية التونسية الاولى بمقر اتحاد الكتاب التونسيين
© 2024 - موقع الشعر