لو تسأليني في الهوى عن ديني - عبدالناصر عليوي العبيدي

لو تسأليني في الهوى عن ديني
أنا من يُجيبكِ دائماً في الحينِ
 
أنا مُذْ عرفتكِ قد تغيّرَ منهجي
وتغيّرَ التركيبُ في تكويني
 
إنّي خَلعتُ معاطفي وعمائمي
ورَميتُ كلَّ لفائفِ الأفيونِ
 
وهجرتُ كلّ مغيِّبٍ و مخدِّرٍ
ومعلّبِ الافكارِ (كالسردينِ)
 
يامَنْ سكنتِ بخافقي وقصائدي
وسَحرْتِ أفكاري ونورَ عيوني
 
وتركتني في التيهِ وحدِي حائراً
قد ضِعْتُ بينَ حقيقةٍ وظنونِ
 
ماأصعبَ اللحظاتِ حينَ نَعُدُّها
فتصيرُ بضعُ دقائقٍ كقرونِ
 
بعدَ التخبّطِ زالَ شكّي وانتهى
ووصلتُ بعد هواجسي ليقينِ
 
أدركتُ أنّي قد وصلتُ لغايتي
ورَسَتْ على برِّ النجاةِ سفيني
 
وستزهرُ الأحلامُ بعدَ تصحّرٍ
وتزولُ آوجاعي وجوعُ سنيني
 
أنتِ التي خفقَ الفؤادُ بحبها
وتدفّقتْ في خافقي و وتيني
 
وتمدّدتْ بينَ الضلوعِ كنبتةٍ
وتغلغلتْ في الجوفِ كالسكينِ
 
فَتَحَتْ بعينيها جميعَ ممالكي
وتملّكتْ بالحبِ كلّ حصوني
 
واستبعدتْ كلّ النساءِ بعالمي
وتفرَّدتْ بالعرشِ كالفرعونِ
 
وتصرّفتْ بالحكمِ مِثلَ مدّللٍ
لم يمتثلْ يوماً إلى القانونِ
 
أصبحتُ من فرطِ المحبةِ عاجزاً
وأتيتُ أشكو الظلمَ كالمسكينِ
 
أنا مُذْ رأيتُكِ طارَ قلبي مسرعاً
كحمامةٍ هربتْ من الشاهينِ
 
وأتتْ إليكِ لكي تُهدّئ روعَها
وتنامُ بينَ التينِ والزيتونٍ
 
عذبٌ هواكِ وسحرُ عينكِ قاتلٌ
كمَحَارتينِ للؤلؤٍٍ مكنونِ
 
وجمالكِ الفتانُ أيقظَ دهشتي
فوقفتُ بينَ الناسِ كالمجنونِ
 
فلْتقبليني حيثُ كنتُ كما أنا
بتهوّري وتصوّري وسكوني
 
أحتاجُ حبكِ كي تصيرَ قصائدي
كالشَدْوِ يَصْدَحُ من فمِ الحسونِ
© 2024 - موقع الشعر