مَن طبعهُ في اللُّؤمِ كان عقيدةً - سميح عبد الجواد زويدي

مَن طبعهُ في اللُّؤمِ كان عقيدةً
دَعهُ إلى صَرفِ الليالِي سَيندمُ

وَارْفَعْ إلى ربِّ السَّماءِ فِعَالَهُ
وَلَيُنْصِفَنْكَ الله مِمَنْ يَظْلِمُ

إنِّي نَصحتُكَ فاستمِعْ لِمقالَتي
والحِرصُ قبل اللَّومِ لَهوَ الأَسْلَمُ

فَأَنا سميحٌ قد علِمتُمْ من أنا
سيفٌ بغمدِ الحقِ لا يَتَثَلَّمُ

هَلاَّ سأَلْتَ العَارفينَ بِنَسْلِنَا
أَوَمَا عقَلْتَ بِأنَّ شأنَنَا أَعظَمُ

نحنُ الأَعزُّ إذَا ذكرتَ خِصالَنَا
والأكرَمونَ إذا يُعدُّ الأَكْرَمُ

والنَّازِلُونَ بغيرِ دارِ الذُّلِ لاَ
نَرضَى الخُنُوعَ فَمنْ تُرَاكَ تُخَاصِمُ

حمداً لكَ ربي لِمَا قدَّرتَ لي
بعدَ الشَّدائِدِ يأتي مَا لاَ نَعْلَمُ

يَأتِي الصَّباحُ بُعَيدَ فَجْرٍ لَيلُهُ
كَالكَانِسَاتِ ظَلاَمُهُ بلْ أَهْيَمُ

حمدًا لكَ ربي فقدْ أبْدَلْتَنِي
شَرَّ الخَلِيقَةِ بالعَفِيفَةِ مَرْيَمُ

فَلإِن نظرتَ إلى السماءِ عقلتَهَا
فَبِنُورِها سِحْرُ الكَوَاكِبِ يُرْسَمُ

والشَّعْرُ وَارَاهُ الخِمَارُ كأَنَّمَا
إِدْبَارُ ليلٍ قد غَزَتهُ الأَنْجُمُ

والنُّورُ يَلْهُو في المُحَيَّا هَائِمًا
وَيَفِيضُ شَمسًا حِينَمَا تَتَبَسَمُ

كالبَدرِ وَافَى بَعْدَ عَشْرٍ أَرْبَعًا
في حُسْنِكِ يا مريمُ بَلْ أَتْمَمُ

خَنَعَتْ لهَا رُسُلِي وَبَاتَتْ عِنْدَهَا
أَبِقَتْ عُيونِي عن مَلِيكِهُمُ عَمُوا

يَتْبَعنَ طيفكِ قد نَسِينَ منْ أنا
مُذْ بَايَعُوكِ على الوفاءِ و أَقْسمُوا

هلْ بلَّغُوكِي مَا أُلاَقِي في الجَوَى
بَعَّتْ مَآقِي العَينِ ماطِرُها دَمُ

أَفَحُكْمُكِي أنْ تَزْدَرِينِي في الهَوى
إنْ هذا إلاَّ حُكْمُ من يَتَغَشَّمُ

في القلبِ سَيعَاءٌ أَبَتْ أن تَنجَلِي
وكأنّ هذا اللّيلَ لا يَتَصَرَّمُ

يَا لَيلُ مَالَكَ قدْ غَدَوتَ مُحِبَّنَا
لاَكَدْتَ صُبْحِي صَارَ مِثْلكَ أَعْتَمُ

أَنْهَرْتَ عِرْقَ الشَّوقِ قد أَسْكَبْتَهُ
كَضَّتْ بِهِ نَارِي غَدَتْ تَتَأَطَّمُ

يَا دَامَ عِزُّكَ قدْ عُذِلْتُ بِمَا تَرَى
فَضَحتْ عُيُونِي كلَّ مَا قَدْ أَكْتُمُ

يَا قَلْبُ مَالَكَ لاَ تُعِنِّي على الهَوَى
تُبْدِي لها أشْوَاقَنَا لاَ تَكْتُمُ

هِيَ الجَمَالُ هي الكَمَالُ ونِصْفُهَا
شَمْسُ المَسَا بِالأُفْقِ إذْ تَتَقَسَمُ

أَبْقَاكِ رَبِي يَا حُرُوفَ قَصِيدَتِي
وَأَمِيرَتِي يَا مُهْجَتِي يَا مَرْيَمُ:

رُدِّي إلَيَّ العَقْلَ وأْسِرِي مَا بَقَى
لاَ تَتْرُكِينِي فِي جُنُونِي أَنْعَمُ

أُمَاهُ يَا سَكَنًا لِرُوحِي عَدِمْتُهَا
رُوحًا بِغَيرِ وِدَادِكُمْ تَتَكلَمُ

أَوصَى الإلَهُ بِبِرِّكِ يا مُهْجَتِي
هَلْ يُوفِي وَصْفُ البَدْرِ شِعْرٌ يُنْظَمُ

مَا لِلْحروفِ تَبعْثرَتْ بِلِسَانِيَ
فَلَئِنْ نَطَقتُ يُخَالُ أّنِيَ أَعْجَمُ

لَو تَطْلُبِينَ القَلْبَ يَأْتِي طَائِعًا
قَلْبِي لَكِ عَنْ بِرِّكِ لاَ يُحْجِمُ

أَفْعَمْتِ وَجْهَ الصُّبْحِ نُورًا فَانْتَشَى
والكونُ مِنْ سِرٍ بِعِطْرِكِ أَفْعَمُ

© 2024 - موقع الشعر