ولات حين مناص! (صحبة الأنذال) - أحمد علي سليمان

نادمٌ ، والدمعُ أدمى أمنياتي
والمنايا أقبلتْ تسبي حياتي

وإذا القلبُ أناخته الرزايا
وسعى في الروح تضليلُ الوُشاة

وانطلى الزورُ على نفس تعاني
وسرى في العقل تجريحُ الغواة

يسقط الإنسانُ في الأرض صريعاً
ويسود الزيفُ ، حتى في الصلاة

ندمٌ في القلب أدمى ناظريهِ
من أباطيلَ بأفواه الجناة

وكذا في النفس حُزنٌ يحتويها
ثم يحيا في الهنا بعضُ العُتاة

أمزجُ الإحساسَ بالصبر احتساباً
غير أن الصبر أودى بقناتي

كنت أرجو في اصطباري كل خير
وإذا بالصبر زادتْ مُعضلاتي

حيث لم يرحم عذابي وانتحابي
مَن رمى بالسهم قلبي ، وثباتي

بات قوتي من عطاء الغير مَناً
وأعاني الحزن من بين الحُداة

يا قريضي أين ضاع الصبر مني؟
لا تسلني أين ضاعت أغنياتي؟

أيها الشعر كفاني ما أعاني
بات غيري من أساطين الدعاة

وهو الباذل ديناً للطواغي
صار مرفوع اللوا بين الأباة

نافق الدنيا ، بما يهذي ويلغو
وغدا القلب لديه كالصفاة

ليتني لم أتخذ وغداً صديقي
غادرٌ يلبس جلبابَ التقاة

يصبغ الألفاظ بالشهد المُصَفي
ومُضلٌ يرتدي ثوب الهُداة

يُطفئ النور ، ويسقي الزيف عمداً
ويراه الناس من بين السقاة

يخدع الأقوام ، يسعى في البرايا
زاهداً يشكو البلايا ، كالنعاة

ليت شعري ، أبهذا الوصف خلقٌ
ينفخون الزيف في دنيا الغفاة؟

صحبوني - فترة - ثم رَمَوْني
وغزوْا بيتي ، فسُحقاً للغزاة

ندم القلبُ ، ولكن بعد ماذا؟
بعد أن غصتْ ببلوايَ شَكاتي

آه ، والدمعة حَرى في يراعي
وطيوفُ الشعر ملتْ ذكرياتي

وأنا لازلت أحيا في شقائي
بعد أن ذابت جميعاً أمنياتي

وعلى أنات قلبي الوغدُ يحيا
فمتى يُقتص من حِلف البُغاة؟

رب خففْ ما ألاقِي من بلاءٍ
وانتقمْ من كل جبار ، وعات

© 2024 - موقع الشعر