وشجَّ الترس عيني - أحمد علي سليمان

إِيهِ ، يا عينَ الذي بَاتَ في آلامِهِ
أنتِ يا عيني المَصابيحُ فِي أيامِهِ

أنتِ في دَربي الضِّيا فاطرحي عنك العَنَا
أنت أقباسُ الصِّبا ، أنتِ مِنْ أحَلاَمِه

مُزِّقَ الجَفْنُ المُعَنَّى فأَمْسَتْ ظُلمةٌ
واسْتَحَالَ الكونُ كالقبرِ مِنْ إَظْلاَمِه

ثُمَّ شَجَّ العَيْنَ تُرْسٌ قَوِيٌّ جلمدٌ
والدَّمُ المِغداقُ كالبحرِ في أَنْسَامِه

ثمَّ فاضَ الدمعُ مَنْ عَيْنِ قلبِي سَاجِدًا
يَحْمَدُ المَوْلى ، وهذانِ مِنْ إِسْلامِه

يُعْلِنُ التَّوحِيدَ قلبي ، ولم ينسَ الرِّضَا
والأمانِي شاقها الذكر في أنغامه

بَالغُوا ، إنْ لَمْ يَمُتْ سَوْفَ يَهْذِي عُمْرَهُ
أسْرفوا ، بل مات يا ناسُ مِنْ أَوْهَامِه

رَبِّ فَاهْدِ الناسَ كمْ ذا يُضِلُّونَ الوَرَى
وارحم القلب الذي بات في آلامه

© 2024 - موقع الشعر