وجه من جليد - أحمد علي سليمان

قد خمّشتْ وجهكم هذي التجاعيدُ
وأطفأتْ نورَه تلك الأخاديدُ

حتى متى نكتوي بالنار تلفحنا
ونحن في دارنا حقاً مَطاريد؟

والنفس باكية ، والروحُ في ألم
والقلب غصّ بما يأتي الرعاديد

من كل مرتزق في زيفه بطلٌ
آلتْ إلى مثله فينا المقاليد

يختال في صلفٍ ، والدار ترفعُه
ولم تعد قيمٌ ، ولا تقاليد

كم ذا نرى حُمُراً في الهزل صارمة
وإن دُعوا لهُدىً فهم جلاميد

تقيم معركة فينا ، وتقعدها
وتستغيث من الحُمْر الحَراديد

ولو علت مُثلٌ في الدار لانتحرتْ
وأنت تسألني: فيم التجاعيد؟

يا قلب كُفّ عن التهويل ، كن فطناً
ولا تغب عنك يا قلبي الأسانيد

قمْ ، واحتمل في سبيل الله كل أذىً
وإن قلاك على الدرب العبابيد

هم للدفوف سعوْا ، لهم بها طربٌ
وأنت قدوتك الصحبُ الصناديد

يا قلب أنت بهذا الدين ملتحدٌ
فلا عليك إذا غامت ثفافيد

© 2024 - موقع الشعر