وجبتْ لكِ المسألة! (هدى الخادمة) - أحمد علي سليمان

عودي فما - في الذي أتيتِهِ- لببُ
واللهُ ناصرُ - مَن لديه - يَحتسبُ

واستنشقي أرجَ الطاعات في سفر
وإن يكن بعده الإملاقُ والودب

ما عيشة أنتِ فيها يا (هُدي) أمة
جبراً تلبين ما أصحابها طلبوا؟

وما حياة بها الإباءُ ممتهنٌ
بالقهر والضنك والإذلال يُختضب؟

فيم التعلق بالحياة آسنة
فيها الكرامة رغم الأنف تُغتصَب؟

فيم اغترابُك عن أهل وعن وطن؟
هل وحدها ربة الأخلاق تغترب؟

عودي ، ولا تنشري الإغواءَ في ملأ
لولاكِ لمّا يكنْ للغيّ ينجذب

ألا تغارين؟ أم أصبحت باردة
لا تعبئين بحُسن بات يُنتهب؟

ألا تحسّين بالعيون هائمة
تهفو إليك ، لها في الملتقى أرب؟

ألا يُريبُكِ ما تسعى الذئابُ له
والأكلبُ الهُوجُ والضِّباعُ والدِّبب؟

ألا يروعُكِ فوضى في الديار سرتْ
يُباع فيها الهُدى والعِلمُ والأدب؟

ألا تخافين مما تلمسين هنا
من التحلل منه الحال يضطرب؟

عودي ، وربكِ لن ينسى وليته
إما اعتراها الأذى والضر والنوب

مُفرّجُ الكرب ربُ الناس ، لا تهني
بالالتجاء له يُفرّجُ الكُرَب

فلا أراكِ هنا كالسلعة ابتذلتْ
أمام مَن يشتهي جهراً ، ويرتغب

عودي ، وإن وجبتْ يا أخت مسألة
لرأب صدعكِ قد يُعطيك محتسب

وفي انتظاركِ زوجٌ ، ثم عائلة
وبينهم يا (هُدى) أبناؤكِ النجُب

والعَوْدُ أحمدُ صدقاً لا بديل له
وكل حل سواه اللهوُ واللعب

ناصحتُكِ اليوم ، خوفَ النار مُوقدة
وفي جهنمَ يزكو الوقدُ واللهب

أريدُ بالنصح غفران الذنوب غداً
وبالنصيحة عفوُ الله يُكتسب

© 2024 - موقع الشعر