هشيم الخديعة - أحمد علي سليمان

ماذا حَدا بِكَ للشرَكْ
حتَّى دخلتَ المُعترَكْ؟

قد كنت فِينا شامخاً
تَرنو إلى ذاتِ الحُبُك

وتداعبُ الأَقمارَ ، لا
تخشى الضَّبابَ المؤتَرِك

وتُمازح الأفلاكَ حَتَّ
ى يستجيش بِهَا الضَّحِك

وتُحبّر الترتيلَ تَح
بيراً يزيدُ سَنَا النُسُكْ

وتُحبُّ كُلَّ مُوَحِّدٍ
ما كنت إنساً ، بَل مَلَك

وتُخَبئُ الأسرار فِي
جَوفِ الحَنَاَيا ، والحَنَك

والآنَ ماذا قد جَرى
حتى تَضلَّ ، وترتبك؟

يا صاحِ ، قُلها ، لا تخفْ
فالخوفُ يَأتي بِالهَلَك

أطوَاكَ سِحرُ السَّامر
ي وحِزبه عَبرَ الحَلَك؟

أم أن شِرذمةَ النِّفا
ق عَلَيك قَد رَمتِ الشَّبَك؟

ما أسهل الكّذبَ الصُّرَا
ح - اليَومَ - في دُنيا الحَمَك

إِنِّي عَرفتك ناصحاً
ما أنت بِالرجُلِ الربك

فَتَحَرَّ فِيما قد سَمع
تَ ، وكن عزيزاً ، كَالفلَك

إن النِّفاق عليكَ تأ
تي نَارُهُ ، فهي الشَّرك

وأنا الضحيةُ ، لم أجدْ
لي ناصراً عبر الحَسَك

قد كنتُ يوماً في السما
ءِ ، وكان غيري في البِرَك

واليوم حَبلٌ بيننا
أحرى بأنْ لا ينبتك

فَارفُق بِنَا ، وأنا دعو
تُ اللهَ بالتيسيير لَك

© 2024 - موقع الشعر