هدى اللهُ بها امرأتين - أحمد علي سليمان

من مثلكِ اليوم في عِز وفي شرفِ؟
يا من أعدتِ لنا مناقبَ السلفِ

دعوتِ لله في صبر وفي وضح
بدمع مؤمنةٍ - في الله - منذرف

أبنتِ حقاً لمن - في كفرها - رتعتْ
والحقُ أفضلُ ما أبنتِ مِن هدف

والدعوة - اليوم - علمٌ قبل تجربةٍ
وهمّة تغتذي بالصبر والثقف

شمرتِ عن ساعد التنظير موقنة
بالنصر للحق في عز وفي شرف

ثم انطلقتِ - إلى الميدان عازمة
على الجهاد بقلب غير مرتجف

تُنافحين - عن الإسلام - في جلدٍ
ومَن تنافحْ عن الإسلام تنتصف

لم تُثنكِ الشبَهُ الرّعناء أطلقها
رؤوس مَن رضعوا مِن حَمْأة الخرَف

قالوا: المليكُ له إبنٌ وصاحبةٌ
أبئسْ بجيل - بهذا الشركِ - مُتصف

عيسى برئٌ مِن الدين الذي ابتدعوا
ومِن ضلال همٌ خطوهُ في الصُّحف

و(مريمُ) الخير مِن تخريفهم برئتْ
وكم يُضلُ الورى تزويرُ منحرف

ضلوا ، وثم أضلوا مَن يُتابعُهم
لا شيء يُخزي الورى في الأرض كالسرف

أمَ المهند حياكِ المليكُ على
ما قد بذلتِ بلا ضيق ولا أفف

مازلتِ بالنصح غاديةً ورائحة
في صبر داعيةٍ كالناقة الألف

حتى هدى اللهُ (مارينا) ، وقد رحلتْ
وما عليها بما نالته من أسف

قد أسلمتْ فعسى الرحمنُ يقبلها
ولا يؤاخذها بسالف الصلف

وذي (جريسا) وقد تابتْ لبارئها
وأقبلتْ تتبَعُ الإسلامَ في شغف

وزايلتْ كل ما الصليبُ أصّله
مِن العقائد والتضليل والجنف

وأقبلتْ تشرب الإيمان في نهم
ومَن تذقْ لذة الإيمان ترتشف

أم المهند جازاكِ الإلهُ على
عطاكِ ، مَن يقرأ الكتابَ يعترف

بما بذلتِ ، وربُ الناس مطلعٌ
ولم تكن توبة النساء بالصدف

لكنهُ قدَرٌ أجراه خالقنا
تباركَ اللهُ ذو الإحسان واللطف

© 2024 - موقع الشعر