يتقي السهم بالرغيف - ابن الفرات - أحمد علي سليمان

إن العطاء مطية الأرواح
لبلوغ ما ترجو من الأفراح

والله ما استويا بذول مُخلصٌ
ومُقتّر في شُحّه الفضاح

إن الجواد – بجوده - أسر الورى
حتى شدَوْا بعطائه الصّداح

لا شيء - بعد الدِين - يرفعُ أهله
كالجود يروي طيّبَ الإصلاح

والشحّ يُورث - في الضمائر - حسرة
تُفضي إلى مرثيّة وجراح

والناسُ أعداءُ البخيل جميعُهم
ويروْنه - في الخلق - كبش نطاح

يحيا لكنز المال في دنيا الورى
هو مدمنٌ أمسى صريعَ الراح

لا شيء يشغله سوى ديناره
يسعى - له - في غدوةٍ ورَواح

لا يتقي المكروه بالمال الذي
قد حازه بمشقةٍ وكِفاح

وابن الفرات كم اتقى برغيفه
من جند (والي مصر) شرّ رماح

ما أجملَ الصدقات تدفع طارقاً
بالسوء ، يحصدُ غاليَ الأرواح

فلعل عبداً بالرغيف رمى الطوى
فاهتاج – بالدعوات - للفتاح

ولعل أمّاً أطعمتْ أولادها
فاسترسلتْ بدعائها المِلحاح

ولعل مُحتاجاً تملكه العطا
فدعا - لفارج همّه - بنجاح

يا ابن الفرات وقيت غائلة الردى
برغيف أمًّ مؤذن بفلاح

ما السهم إن شمخ الرغيف كجُنة
تودي بأي مَخاذم وسلاح؟

وعفا الذي يرجو العقاب لمن أسا
والأمرُ باء - على المَلا - بسماح

وصنائعُ المعروف تختصرُ المدى
فتقي من النكبات والأتراح

يا (ابن الفرات) بذلت بذلَ تفضل
فجزاك ربك أجره ، يا صاح

ورغيفك انتظم المدائحَ عذبة
نعم الرغيف يُخصّ بالأمداح

هي قصة غزتِ المَراجعَ كالضيا
يمحو الظلام قبالة المصباح

وحكاية - لأولي البصائر - حُققتْ
بيراعة الكُتاب والشراح

كم من مغالقَ فتحتْ بنصوصها
أكرمْ - بهذا النصِّ - مِن مفتاح

© 2024 - موقع الشعر