يا ابنة الملاح - أحمد علي سليمان

يا ابنة الملاح ما هذا البلاءْ؟
كيف تختالين في ثوب الشقاءْ؟

كيف تغتالين أسمى عِزةٍ
من سنا الإسلام تجني الكبرياء؟

كيف تحتالين أخزى حِيلةٍ
وتُلاقين التحايا بازدراء؟

كيف تنصاعين طوعاً للهوى
بعدما راجت دعاوى الالتواء؟

أنتِ أهدرتِ مقامات الألى
لكِ كانوا - في البلايا - نصراء

أنت أغرقتِ سَفيناً عامراً
في عُباب الموج يُغريه المَضاء

جُؤجُؤٌ - في اليمّ - يسعى جاهداً
وكذا السُّكان يجتاحُ الوراء

أنت غافلتِ ضحىً ربانه
بسيوف الغدر تُردي في الخفاء

أنتِ أهدرتِ حقوقاً سنها
بين كل الناس ديّان السما

أنتِ أسقطتِ حُدوداً حَدّها
خاتمُ الرّسْل إمامُ الأنبياء

كم تجاوزتِ المعايير التي
تبعث التقوى ، وتسمو بالإخاء

وإذا بالسب يُمسي دَيدناً
وإذا باللعن سَمتاً والعَداء

أنتِ ما بيّتِّ إلا نقمة
تحرقُ الوُدّ ، وتُودي بالصفاء

أنتِ ما أرسلت إلا حَربة
تئدُ الصفحَ ، وتجتث الهناء

أنتِ ما ناولت إلا خِنجراً
كي تريقي ما تبقى من دماء

أنتِ ما حاربت إلا مُحسناً
جادَ مختاراً بألوان العطاء

كم تحملناكِ كُرهاً نبتغي
بعضَ ما يصبو إليه الأوفياء

كم تصبّرنا ، وقلنا عَلها
تُطفئ الحربَ ، وتُصغي للنداء

كم نصحناك فلم تسترشدي
واجتهدنا بالتمني والدعاء

وأمانينا لقد ضاعت سُدىً
حيث أعماكِ التعالي والثراء

يا ابنة الملاح رفقاً إننا
زادُنا التقوى ، ومأوانا الإباء

لا نحابي أو نداجي لحظة
ولدين الله نحن الأولياء

نحرسُ الحق ، ونحيا سادة
ولنا - في ساحة - الهيجا لواء

فاتقي الظلم الذي أدْمنته
واعلمي أنك من طين وماء

فلماذا نفخة الكِبْر التي
جرّعتك اليوم أصنافَ البلاء؟

© 2024 - موقع الشعر