نجوم الليل - أحمد علي سليمان

يَا نُجومَ الليل ، ما هذي المَلامةْ؟
إنَّنِي في الخَطبِ آثرتُ السَّلامَةْ

والذي يَأوِي إلى مَولاهُ ينجو
إنَّنِي حَصَّنتُ نفسِي بالكَرامَة

ليسَ تُردِينِي خُطوبي ، فاسمعيني
لستُ مَن يَهْوَى ترانيمَ السَّآمَة

إنَّما تقوى إلهي أُمنِيَاتي
في سبيل الحقِّ أسعَى بَالصَّرامَة

ليس يُرضِيني رِياشٌ أو فُلوسٌ
إنَّمَا الأصنَامُ هذي والنَّدامَة

غَيرَ أَنِّي يا نجومَ الليل باكٍ
والأصيلُ الحُرُّ تُبكيهِ المَلامَة

غَاصَ في عَينَيَّ سَهمٌ لم يَصُنها
ثمَّ في أحشائه أرسى حُسَامَه

آهِ ، ما أقسَى بياضًا يحتويها
إنَّهَا في الوجه يا عُذَّالُ شامَة

إنَّهَا عَينِي ، وأغلى مِن مَتَاعي
يا فؤادي ، قاتَلَ اللهُ الدَّمَامَة

جَنَّةٌ هذي ، تُحَلِّي كُلَّ صدغٍ
مَاسَةٌ تعلو جبينِي ، وارْتِسَامَة

كُلُّ أضواءِ السَّنا في لَوحَتَيها
لوحةٌ سمرا ، وأخرى كالثُّغَامَة

بُوركَ المَوْلَى الذي سَوَّى وحلَّى
ربُّنَا الخَلاَّقُ ، والرُجعَى عَلامَة

© 2024 - موقع الشعر