من الكباريه - أحمد علي سليمان

بُشراك يا صاح مَن تابوا ومَن صدقوا
ومَن - بهذا الهُدى خِلافك - انطلقوا

خصُّوك بالشكر لمّا جُبتَ عالمَهم
مُناصحاً مُشفقاً على مَن انزلقوا

ترمي لهم من علٍ حبلَ النجاة عسى
أن يُنقذ الله مَن في غيّهم غرقوا

ألقيت وعظك في حرصٍ وفي مَلقٍ
حتى سبانا سنا الإلقاء والمَلق

أدليت دلواً من الإرشاد مبتشراً
ولم تبال بمن بذا الهُدى شرقوا

وما تكلفتَ في البرهان تبذله
لتُخرج الناس مِن نار بها احترقوا

وما أرقت خموراً فوق مائدةٍ
وما نهرت فتاة أزها الشبق

وما زجرت نساءً عُرْيُهن بدا
والعِطرُ زاكي الشذى مستشرفٌ عبق

وما تناولت ما يأتي القِمار به
مِن المكاسب في جيوب مَن سبقوا

لكنْ تحدثت - في التوحيد - مُحتسباً
إذ للعبادة كل الناس قد خُلقوا

وبالعقيدة كل الأمر مُرتبط
وكم بذلك أهلُ العلم كم نطقوا

حتى أبنت عُرى التوحيد مُحتملاً
ضلالَ مَن جهلوا ، وفسقَ مَن فسقوا

تغيّر الحالُ ، جُلُ القوم قد فطنوا
ودان بالدين ناسٌ منه كم مرقوا

جوزيت خيراً على ما جئت تبذله
كما يُجازى الألى - في بذلهم - صدقوا

© 2024 - موقع الشعر