مرحباً بك أختاً يا سناء! (أسلمتْ فحييتها) - أحمد علي سليمان

أكبرتُ سعيكِ ، يا أختاه إكبارا
وعنكِ أنشدُ ما أحسستُ أشعارا

أنتِ الجديرة - بالتوقير - أسْطرُه
شِعراً ، وأجعلُ ما أزجيه تِذكارا

فكم صبرتِ - على الدغاول - اجتمعتْ
وكم وضعتِ - على الآهات - أستارا

وكم مَخرتِ عُباب الضنكِ مُشرعة
نحو الشواطئ ، إذ أبحرتِ إبحارا

وكم ضربتِ - لمن ترجو العُلا - مَثلاً
وكم طعنتِ - بسهم العزم - أشرارا

وكم جهرتِ - لهم - بالحق صامدة
بكل بأس وكم أصررتِ إصرارا

وكم عننتِ لهم في كل خندمةٍ
ولم تُقرِّي الذي يرجُون إقرارا

وكم دحضتِ أباطيلاً مُلفقة
أصحابُها حَذقوا الناقوسَ والطارا

وكم سَحقتِ الألى خاضوا مناظرة
فألبسوا بالذي أعلنتِه العارا

وكم مَحقتِ الذي حاكوه مِن شُبهٍ
لأجلها حملوا إليكِ أسفارا

وكم تحمّلتِ - في إقناعهم - مِحناً
تُغيّرين بها رُؤىً وأفكارا

تُجابهين بلا ضعفٍ ولا خوَر
ولا تُطيعين - في التخذيل - خوّارا

وتحملين - من القرآن - حُجته
وسُنة المصطفى أهدتكِ أنوارا

وللخصوم دجى الإصحاح يُوبقهم
وقد يردّدُ أشقى القوم مِزمارا

حتى انتصرتِ عليهم نصرَ واثقةٍ
فبيتوا الحقدَ والأضغانَ والثارا

وحاربوكِ ، وكادوا دون مَرحمةٍ
وأجبروكِ - على التسليم - إجبارا

فما استكنتِ لمَا صاغوه من خططٍ
بل انفعلتِ ، وكم أنكرتِ إنكارا

وما استجبتِ لمن أغرَوْك مُذعنة
وما اتخذتِ - بهذي الحرب - أنصارا

بل كنتِ وحدكِ - في الميدان - ثائرة
كجحفل ضمّ أجناداً وثوّارا

روحُ البطولة أغرتْ قلبَ مسلمةٍ
فآثرتْ موتها - في الله - إيثارا

وكم عجبتُ ، وقد طالعتُ ما نشرتْ
مجلة لفتتْ – إليك - أنظارا

الفيصل انطلقتْ تختالُ صفحتها
بقصةٍ تستحقُ اليوم أوسكارا

لكنّ (أوسكارَ) عنها اليوم مُنشغلٌ
بالساقطات هدمْن الناسَ والدارا

سناء حُزتِ العُلا والمجدَ أجمعَه
ونلتِ بعد - اتباع الحق – إشهارا

مرحى بكِ الآن أختاً عَز جانبها
وإن للشم - عند الصِيد - أقدارا

سناء أنتِ لنا أختٌ مُكرّمة
ولن تراعي ، فقد جاوزتِ أخطارا

نجاكِ ربكِ مِن كيد الألى كفروا
وكاد صبرُكِ - في التنظير - كفارا

إني أعيذكِ - بعد النصر - أن تهني
يَزيدكِ الوهنُ آثاماً وأوزارا

ربي صغارك يا أختاه تربية
قويمة يُصبحوا صِيداً وأبرارا

وعلميهم هُدى القرآن ، واجتهدي
حتى يعيشوا - بذكر الله - أخيارا

ولقني سُنة المختار ناصحة
ودرّسي سِيَراً تُعْلي وأخبارا

ونشّئيهم على الإيمان ، أنتِ على
ثغر ، فأوصي الورى والأهلَ والجارا

ولا تُبالي بما الأعداء قد جمعوا
سيُدخل الله أهلَ الباطل النارا

وجاهدي كل مَن يسعى لمفسدةٍ
وأظهري الحق - بين الناس - إظهارا

سناء أنتِ - لدين الله - داعية
فاستبسلي ربما دعوتِ أحبارا

وجادلي كل من أملاكِ أسئلة
كي تُعذري - بجدال القوم - إعذارا

سناءُ لا تجزعي مهما طغت فئة
وهددتْ أمماً هانت وأمصارا

سناءُ ليلُ الهوى حانت نهايته
وإن للفجْر - مهما غاب – إسفارا

© 2024 - موقع الشعر